سجّل دولار السوق السوداء أمس أرقامًا قياسية جديدة مع عبوره عتبة الـ 27 ألف ليرة لكل دولار واحد حيث سجّل في أواخر ساعات الليلة الماضية 27200 ليرة للشراء و27150 للمبيع. السؤال الجوهري هو عن المسؤول عن وصول الدولار إلى هذا المستوى، في وقتٍ يحمّل البعض مصرف لبنان مسؤولية هذا الأمر بعد تعديله التعميم 151 ليُصبح بذلك سعر صرف دولار السحوبات 8000 ليرة للدولار الواحد بدلًا من 3900 سابقًا.
ورأى مرجع إقتصادي، في حديث لموقع mtv، أن “المسؤولية تقع على تجّار الشيكات الذين تضرّروا بشكلٍ كبير من رفع دولار السحوبات”. وأضاف “المعروف أن بعض تجّار الشيكات يُمارسون إقتطاعاً على شيكات المودعين الراغبين بالحصول على دولار نقدي في ظل إستحالة الحصول عليها من خلال المصرف (بإستثناء الإستفادة من التعميم 158). وبالتالي وصلت نسبة الإقتطاع قبل تعديل التعميم إلى أكثر من 85%، أي أن صاحب الشيك يحصل على 15 دولار لكل مئة دولار أميركي على الشيك المصرفي. وهذا يعني أن رفع دولار السحوبات من 3900 إلى 8000 ليرة لبنانية جعل نسبة الإقتطاع تنخفض من 85% إلى 70% مما يعني أن على تاجر الشيكات أن يدفع 30 دولارًا لكل مئة دولار بواسطة الشيك. من هنا نشهد حركة غير إعتيادية في السوق السوداء مع إنتشار الفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي لأفراد أو جماعات تقوم بشراء كميات ضخمة في السوق السوداء بهدف رفع سعر الدولار فيها إلى مستويات تُعتيد نسبة الإقتطاع إلى ما كانت عليه سابقًا”.
وباعتقاد المرجع “على الحكومة التحرّك سريعًا أمام هذا التفلّت في السوق السوداء والذي إذا إستمر سيُطيح بالأخضر واليابس، خصوصًا أن تجّار الأزمات سيرفعون من أسعارهم بشكل إستطرادي وهو ما سيمحي كل دعم إجتماعي تُقدّمه الحكومة للمواطنين”.