قبل عام 2019، كان لبنان يشهد في موسم الأعياد إعلانات كثيفة لرحلات سياحية خارجية لقضاء فترة الأعياد في بلدان متعددة.
في الواقع، كانت هذه الرحلات تشهد إقبالاً كثيفاً من قبل اللبنانيين الذين اعتادوا على السفر نتيجة العروض التي تقدمها مكاتب السفر والطيران، حيث كان يقدّر متوسط إنفاق السياح اللبنانيين خارج البلد بما لا يقل عن 2.5 مليار دولار أو 3 مليار دولار. ومع نهاية عام 2021، ووسط انتشار مظاهر البؤس التي خلفها الإنهيار الذي يسيطر على مختلف مفاصل البلد، اختفت كل تلك الإعلانات الترويجية، تماماً كما كل مظاهر الرفاهية التي كانت تسيطر على حياة اللبنانيين.
وفي هذا الإطار، أشار نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياجة جان عبود إلى أن “نسبة اللبنانيين الذين يقضون عطلة الأعياد خارج لبنان في عام 2021 لا تصل إلى 10% مقارنة مع الذين كانوا يسافرون قبل انتشار جاحة كورونا”. وكشف عبود عن أن “5% فقط من اللبنانيين اليوم لا يزالون يملكون القدرة للإنفاق على السياحة الخارجية والسفر لقضاء عطلة الأعياد في ظل هذا الإنهيار الكبير الذي يعيشه الإقتصاد اللبناني “.
وفي حين لفت عبود إلى “أن موسم الصيف وفترات الأعياد نهاية العام كانت تشهد أسبوعياَ حوالي 70 إلى 75 رحلة تشارترز إلى شرم الشيخ واليونان وتركيا”، أعلن أن “هذه الرحلات تغيب كليّاً هذا العام حيث تسجل السياحة الصادرة من لبنان تراجعاً هائلاَ يتراوح بين 85 و90 بالمئة وتقتصر فقط الخيارات أمام الراغبين بالسفر على الرحلات العادية “.
وإذ كشف عبود عن أن “أكثر الدول المقصودة من اللبنانيين اليوم هي تركيا”، شدّد على أن اللبنانيين فقدوا الكثير من قدراتهم الشرائية ولم يعد السفر أبداً ضمن أولوياتهم، فحتى من يملك بضعة آلاف من الدولارات أضحى لديه أولويات أخرى في ظل الإنهيار الإقتصادي”.