جاء في “السياسة الكويتية”:
الى ان في ظل تصاعد حدة الانتقادات لمواقف الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ضد السعودية، يقف لبنان في مواجهة مرحلة قد تكون الأخطر في تاريخه، بعدما وجد نفسه وحيداً أمام أزمة خانقة عصفت به، قضت أو تكاد تقضي على كل ما تبقى فيه.
والأسوأ أن الطبقة السياسية تعاملت بكثير من اللامسؤولية تجاه الفرص الإنقاذية التي سنحت لها خلال السنوات القليلة الماضية، لإخراج لبنان من مأزقه، في وقت بقي “حزب الله” وقادته، يوجهون سهام الافتراء والتجني ضد السعودية والدول الخليجية، معرضين الشعب اللبناني، واللبنانيين العاملين في الخليج، للمزيد من المخاطر على المستويات كافة
وكشفت معلومات لـ”السياسة” نقلاً عن أوساط خليجية بارزة، أن عواصم دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتها السعودية، لم تعد ترتجي أي تغيير محتمل في سياسة الحكومة اللبنانية، لناحية القيام بخطوات لبناء مداميك الثقة مجدداً مع الدول الخليجية التي ضاقت ذرعاً بممارسات حكومة لبنان التي توفر الغطاء لحملات “حزب الله” ضد الدول الخليجية التي لم تعد تقتنع بكل بيانات الشجب والاستنكار الصادرة عن بيروت.
وقد اعتبر النائب نهاد المشنوق أن “رد الرئيس عون خجول أمام ما قاله نصرالله”، قائلا “لبنانيو الداخل رهائن عند حزب الله”.
وأشار المشنوق، إلى أن “المغسل وهو مخطط هجمات لخبر كان وصل لبيروت بـ2015 ومعه جواز إيراني”، مشيراً إلى أن، “كلام نصرالله مزيّف”.
وأكّد المشنوق، أن “الرد الوحيد الممكن على كلام نصرالله وعلى حزب الله يكون في صندوق الانتخابات النيابية، التي نرفض تأجيلها”.
إلى ذلك، وفيما يتوقع عودة رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري إلى بيروت، في الأيام المقبلة، بدا أن كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي أعلن فيه أنّ “الاكثرية السنية هم حلفاؤنا بطبيعة الحال على المستوى الشعبي لا القيادي”، استفز الأمين العام لـ”المستقبل” أحمد الحريري الذي غرد فقال، “ليست المرة الأولى التي يحاول فيها د.سمير جعجع الفصل بين الأكثرية السنية وبين قيادتها السياسية، إذ يعتبر ان الأكثرية السنية حلفاء له على المستوى الشعبي وليس على المستوى القيادي”.
وأضاف الحريري متوجّها لجعجع، “نصيحة من حليف سابق للحكيم. العب في ملعبك كما تشاء وعش الاحلام التي تتمناها.. لكن اترك الاكثرية السنية بحالها!”.
لَمْ يَستغرب عضو كتلة “المستقبل النيابية” النائب عثمان علم الدين مَوقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من “اعتبار أنّ الأكثرية السنية حلفاؤه على المستوى الشعبي لا القيادي، لأنّ جعجع “يشتغل” انتخابات والقضية هنا تتعلَّق بهذا الموضوع تحديداً، فهو يحاول أنْ يُؤجّج القاعدة السنية، لكنه يتناسى أنّ هذه الطائفة أعطت قرارها منذ العام 2005 الى الرئيس سعد الحريري”.
وعلى الصعيد الحكومي، وفيما أكدت مصادر نيابية بارزة لـ”السياسة”، أن “لا مؤشرات جدية على انفراجة حكومية، لأن الثنائي الشيعي لم يغير موقفه من القاضي طارق البيطار، وما زال مصراً على إقالته”، أكد وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية (المحسوب على حزب الله)، أنّ “المساعي متواصلة لتذليل العقبة التي سببت المشكلة في عدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء، إنما لا نعلم متى ستثمر هذه المساعي”.
على صعيد آخر، يقول منسق “التجمع من اجل السيادة” ومدير المركز الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نوفل ضو، أن “كلام نصرالله في ذكرى اغتيال سليماني يعكس حقيقة الصراع الذي يتخطى حدود الخلافات الداخلية، ويكشف عن أهداف مشروع حزب الله المتمثل بعزل لبنان عن محيطه العربي، ومحاربة الدول العربية بكل الوسائل المتاحة من سلاح وإعلام وبروباغندا”.
المصدر : السياسة