افتتح سعر صرف الدولار في السوق الموازية صباح اليوم السبت، على تسعيرة تتراوح ما بين 27700 – 27750 ليرة لبنانيّة لكلّ دولار أميركي، وهي التسعيرة عينها التي أقفل عليها مساء أمس.
الساعات الماضية شهدت انخفاضا، أو بالاحرى تخفيضا لسعر صرف الدولار دون سقف الـ30 ألف ليرة الذي قفز فوقه مع بداية الاسبوع الجاري. الا ان هذا التخفيض لم يلغ حال الارباك في ظل انعدام الثقة به، ربطاً بالتجارب السابقة للقطاعات المالية الرسمية التي فشلت في الامساك بزمام الدولار. اضافة الى التشكيك الذي رافقه، الذي ادرج التخفيض في سياق امتصاص الليرة اللبنانية، وتذويب ما بقي من مدّخرات دولاريّة للبنانيين. واذا كان ثمة من رحّب بالاجراء الذي اتخذه مصرف لبنان في هذا الاتجاه للامساك بالدولار، فثمة في المقابل من اعتبره «إبرة مخدّرة» بمفعول آني سرعان ما سينتهي مفعولها، لتتبدّى معها سلبيّة فاقعة، بإذابتها جزءاً أساساً من احتياطي «مصرف لبنان».
فما جرى بالأمس، هو أن سعر صرف الدولار واصل هبوطه ولكن بوتيرة اسرع من بداية هبوطه امس الاول، عندما بوشر في تنفيذ قرار «مصرف لبنان» بيع الدولارات الى المصارف والى زبائنها ممّن يمتلكون المال النقدي بالليرة، على سعر منصة صيرفة التي تسعّر الدولار بأقل 10 الى 20% من سعره في السوق السوداء.
وفي المعلومات ان المصارف تساهلت امس اكثر مع الزبائن الراغبين بالحصول على الدولار الفريش بإيعاز من المصرف المركزي للضغط على الدولار ودفعه الى التراجع اكثر. وهذا ما حصل، اذ نزل سعر العملة الخضراء الى ما دون عتبة الـ27 الف ليرة، اي ما يزيد عن 20% في ساعات قليلة، قبل ان يعود الى الارتفاع ويلعب على سعر وسطي بلغ 28500 ليرة.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر “ليبانون ديبايت”: يتأرجح الدولار صعوداً ونزولاً مسجّلاً أرقاماً قياسية في بلد تتأرجح فيه السياسة والإقتصاد والأوضاع المعيشية أيضاً.
وبالنسبة للخبير الاقتصادي لويس حبيقة “لا شيئ يُطمئن، وإجراء مصرف لبنان ”أسبرين” أو “بنادول” لا يحلّ المشكلة ويؤدي الى انخفاض أو ارتفاع مؤقّت للدولار”، مُشيرًا إلى أنّ “اقتناع الناس بأن مصرف لبنان يتحرّك إذاً الدولار سينخفض وبالتالي يتصرّفون على هذا الاساس”.
وأوضح حبيقة، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أنّ “وضع السوق سيكولوجي أكثر ما هو وضع إقتصادي، هم يعتقدون أن مصرف لبنان “ح يشيل الزير من البير”، والدولار سوف ينخفض لنبيع دولاراتنا فيساهمون بشكل أكبر بتخفيض سعره، هذا ما يحصل حقيقة”.
ونصَح حبيقة المواطنين بـ”بيع الدولار للحاجة فقط، لكن البيع بهدف المضاربات ”جنون” برأيي. فسياسة مصرف لبنان تحرّكه صعوداً أو نزولاً وقد يعود لاحقاً للإرتفاع”.
كما إعتبر حبيقة أنه “قد يكون حصل عرض للدولار بالسوق من غير مصرف لبنان، عرض جديد من أشخاص دخلوا إلى البلد أو شركات، لكن هذا كلّه مؤقّت لا يؤدّي إلى خفض الدولار بشكل جدّي ودائم”.
وقال: “التقلّبات بالدولار تحصل، ولقد قلت سابقاً إن الدولار “ع طلوع”. اليوم إنخفض عظيم ولكن ما السبب؟ هل تغيّر شيئ بالوضع في لبنان ساهم بذلك على العكس الوضع تراجع من أسبوع لليوم، هناك أمر غير طبيعي وعوامل عدّة تحرّك سعر صرف الدولار مؤقتا، وقناعتي أن الدولار لن يستمر بالانخفاض لأنه لا مجلس الوزراء اجتمع، ولا طاولة الحوار انعقدت، الناس ستنخدع وتبيع دولاراتها ليأتي من يشتريها ويعود سعره للإرتفاع”.
وشدَّد على أنّ “مشكلة لبنان ليست نقدية إنما عضوية ومشكلة مالية سياسية مؤسساتية، وهي تتراجع فمن غير الطبيعي أن ينخفض الدولار. في حين أن مصرف لبنان يعمل على الجانب النقدي وهذا الامر لا يحلّ المشكلة”.
وأسف للقول: “إن الدولار سيعاود الارتفاع في وقت لاحق، مع أملنا بأن يستمر بالانخفاض مع قناعتي أن ذلك لن يستمر”.
إلى ذلك، لفت حبيقة إلى أنّه “لدينا معلومات أنه بدأ قبيل الانتخابات “فت” الأموال في المناطق حفلات مؤتمرات مساعدات وغيرها وهذا أمر إيجابي، فالسوق اللبناني صغير جداً وإذا “كبينا” 2 مليون دولار في اليوم، هذا الأمر ينعكس بشكل كبير على سعر صرف الدولار”.
وختم بالقول: “الوضع في لبنان سيئ والدولار ع طلوع”.
كما غرّد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله، وكتب عبر حسابه على “تويتر”:
“عندما يكون المطلوب سحب الليرة من السوق، للحد من التضخم، تعمل جهات عديدة، ومنها مصرف لبنان، على تخفيض سعر الدولار، وهذا ما حصل البارحة.
يفهم من ذلك، أن العكس أيضا صحيح، فعندما نحتاج الدولار، نرفع سعره بالسوق، أي أن المودع هو الضحية الوحيدة للنظام المصرفي والصيارفة في كلا الحالتين”.
Ch23