انخفض سعر الدولار، لكن سلعاً عديدة لم تزل مرتفعة الأسعار، وتخلّفت عن مواكبة الانخفاض النقدّي، خصوصاً السّلع الضروريّة لعموم المواطنين. وقد عاين هذا التجاوز كثيرون مِمّن زاروا أماكن التسوّق والسوبرماركات.
وقد استرعى انتباه الكثيرون سعر كرتونة البيض، الذي يُعتبر طعام الفقير، إذ فاق سعر الكرتونة منه في إحدى السوبرماركات الـ100 ألف ليرة لبنانيّة.
رئيس النقابة اللبنانية للدواجن، وليم بطرس، يؤكّد في حديث إلى “النهار” أنّ “أسعار البيع تختلف ما بين المناطق، والبيض والفروج يُسعَّران يومياً في المزرعة. لكن السوبرماركات تسعّر تقريباً مرّة كلّ أسبوع، لاعتبارات لوجستيّة”، مضيفاً أنّ سعر صندوق البيض، الذي يتضمّن 12 كرتونة، انخفض ووصل إلى 39 دولاراً في المزرعة”، ممّا يعني أنّ سعر الكرتونة هو 3 دولارات وربع، أي ما يُعادل 68 ألف ليرة في المزرعة؛ و”هذا سعرها الطبيعيّ على الدولار قبل الأزمة”.
لكن البيض يرتبط بشكل مباشر بسعر الدولار، لأن إنتاجه يعتمد على العلف المستورَد بالدولار، وعلى المازوت المستورد أيضاً بالدولار. لذلك، يرتبط تغيّر سعر البيض بتغيّر أسعار العلف (الحبوب) عالمياً، وكذلك بأسعار النفط؛ فهاتان السلعتان ارتفعت أسعارهما عالمياً، وفق النقيب.
ويشدّد بطرس على أنّ “سعر البيض على انخفاض، وهناك احتمال أن يصل صندوق البيض في المزرعة الأسبوع المقبل إلى 38 دولاراً”.
من جانبه، يقول مدير مؤسّسة مزارع “حرقوص” للدواجن، خليل حرقوص، لـ”النهار” أنّ سعر كرتونة البيض لديهم يبلغ 85 ألف ليرة. ووصلت الكرتونة إلى هذا السّعر مع انخفاض سعر الدولار إلى 21-22 ألف ليرة لبنانية. وهناك بعض السوبرماركات، مِن التي تورِّد لها مؤسّسة “حرقوص”، تبيع كرتونة البيض بـ80 ألف ليرة”.
ويتوقّع حرقوص بقاء أسعار البيض مرتفعة لأن كمّيات البيض في هذه الفترة من السنة تكون أقلّ من حاجة السّوق، والإنتاج الوطني لا يُلبي الحاجة الكبيرة، إنّما “من المتوقَّع أن ينخفض سعر البيض مع حلول موسم الصوم تباعاً لدى الطائفتين المسيحيّة والمسلمة”، حين ينخفض استهلاك البيض خلال فترة الصوم، وبالتالي يتحقّق وفرٌ في كميّات البيض.
وقد خفّضت محالّ “هوا تشيكن” كرتونة البيض أمس، إذ وصلت إلى 90 ألف ليرة لبنانية.
ch23