قبل إصدار التعميم 161، كانت سوق القطع خارج سيطرة مصرف لبنان كلياً. وسواء تخلّى عنها قصداً، أو جهلاً، أو جبراً، فإن النتيجة واحدة: تعدّدية في أسعار الصرف، وارتفاع سعر الدولار في السوق الحرّة بنحو 22 ضعفاً ليبلغ ذروته بقيمة 33 ألف ليرة. لكنه، اليوم يحاول استعادة السيطرة من خلال هذا التعميم الذي أتاح له خفض سعر الدولار إلى حدود 20500 ليرة تحت مظلّة «صيرفة»، موهماً الجميع أن «صيرفة» ستتحوّل إلى سعر الصرف المعتمد من الدولة اللبنانية. ورغم أن وزارة المال، تبنّت في مشروع موازنة 2022، سعراً للدولار يبلغ 20 ألف ليرة، أي أقرب ما يكون إلى سعر «المنصّة»، ورغم استقرار سعر الصرف ضمن هامش تقلبات ضيّقة بين 19 ألف ليرة و21 ألف ليرة، إلا أن سلوك مصرف لبنان يثير الشكوك لأنه يمارس سياستين متناقضين في الوقت نفسه، وإن أدّت إحداهما إلى خفض سعر الصرف، فإن مفاعيلها ستزيد الضغط على الاستيراد، بينما الثانية ما زالت سارية لجهة ضخّ السيولة. طبعاً، خفض سعر الصرف يثير التساؤلات الآتي: كيف حصل ذلك؟ هل هو مسار مستدام؟ هل يمكن البناء عليه مستقبلاً؟