بين ارتفاع أسهم إرجاء الانتخابات النيابية متأثرة بمناقشات اللجنة الوزارية المكلفة درس ملف الميغاسنتر، وسط غياب اي مؤشرات تدعو الى التفاؤل، في ظل عودة بورصة الدولار الى اللعب، وبين الخلاف الداخلي المستجد، حول الحرب الروسية ضد اوكرانيا، بين اهل البيت الواحد، المنادين بالتوجه شرقا، يتوزّع الاهتمام الشعبي والرسمي هذه الايام.
فأمين عام حزب الله غير الراضي عن اداء الدولة بمختلف مؤسساتها، نتيجة خضوعها «للاملاءات الاميركية»، «عند كل كوع»، اراد بوضوح، وفقا لمصادر مواكبة لمسار «الازمة» على خط بيروت – موسكو، التاكيد ان الحزب غير مسؤول عما يصدر من قرارات ومواقف خارج الاجماع، بل على العكس فهو لطالما دعا الى مزيد من التعاون تحت راية التوجه شرقا، وهو ما «تخافه» السلطة اللبنانية.
وتتابع المصادر بان موقف حارة حريك محكوم في ظل تلك الازمة الدبلوماسية، بعامل يفرضه الامر الواقع على الارض في سوريا، حيث يقف مقاتلو حزب الله على تماس مباشر مع القوات الروسية، وهو ما ترك آثاره الواضحة على مواقف الضاحية، التي اساسا لم تكن يوما مرتاحة للتعامل الرسمي مع الاميركيين وان «بلعت الموس» حفاظا على العلاقات القائمة مع شركائها وتفهما لاوضاع الحلفاء ، معتبرة ان الانتخابات النيابية في أيار المقبل، اذا ما حصلت ستكون استفتاء بالنسبة لحزب الله، الذي سيشهد العالم أجمع على تحالفاته الاستراتيجية العابرة للطوائف والمناطق، وهي» تحالفات ثابتة وراسخة ومستمرة ومعززة».
فالهجمة الاميركية الاخيرة وفتح ابواب بعبدا واسعا امام الوفود الاميركية اثارت الريبة في «الحارة» التي اعتبرت ان الامور بدات تاخذ منحى «خطرا» غير مريح، بدأ بسحب ملف الترسيم من يد الثنائي الى بعبدا، وما تبعه من قصف واضح استهدف رئاسة الجمهورية، لينتهي الامر الى اتهام غير مباشر للرئاسة ومن خلفها التيار الوطني بتبني بيانات تكتب في عوكر، ما يؤشر الى ان ثمة شيئا ما «مش راكب» على جبهة الجنرال – السيد.
وردا على ما يتم تداوله منذ مدة حول عروض روسية ، اشارت اوساط رئاسية الى ان بيروت لم تتلق اي عروض «رسمية جدية» حول الكهرباء ، واما في ما خص مسالة دخول شركة روسية لها علاقة بالنفط بمفاوضاتٍ مع الحكومة اللبنانية، عارضة تقديم النفط الخام وإنشاء مصفاة دون مقابل مالي ودون ضمانات، وتأمين كل حاجة لبنان من المشتقات النفطية على نحو يجعله مصدّراً لهذه المشتقات النفطية، فان المناقصة رست بالفعل على احدى الشركات التي لزمت منشات طرابلس لاعادة ترميمها وتجهيزها، لاستخدامها في المخزون الاستراتيجي الروسي،على ان يكون من حق لبنان الاستفادة منه في حالات محددة،غير ان الشركة لم تبادر لتاريخه الى المباشرة باعمالها.
فبالنسبة لاوساط بعبدا فان الاخيرة «ام الصبي» في مسالة التوجه شرقا وهي صاحبة المسيحية المشرقية ، لذلك فان المسالة «مش قصة خضوع» للارادة الاميركية، بل هي مرتبطة بعلاقة لبنان مع دول العالم وبصموده ماليا خاصة في ظل الانهيار المريع الذي يتخبّط فيه، وسط تاكيدات الدول الغربية العاملة على تقديم المساعدات للبنان ان تلك البرامج ستستمر ولن تتاثر بالحرب القائمة في اوكرانيا ، فبيروت ليست في صدد فتح «مشكل ببلاش» مع شركات مدرجة على لوائح العقوبات العالمية، مع ما سيترتب على ذلك من فقدان لما تبقى من امال في الانقاذ .