كتبت باتريسيا جلاد في” نداء الوطن”:
بعد إضراب المصارف وإقفال دام يومين في خطوة تحذيرية بمواجهة الملاحقات القضائية التي تطاردها، تعاود اليوم البنوك عملها كالمعتاد لتتجه الأنظار إلى تسعيرة الدولار في كل من منصة “صيرفة” والسوق السوداء، حيث سجّل خلال اليومين المنصرمين ارتفاعاً تخطّى عتبة الـ24 ألف ليرة بعدما كان بحدود الـ22 ألف ليرة قبل إقفال المصارف، مقابل انخفاض حجم التداول على منصة “صيرفة” الى 26 مليون دولار جراء الإضراب المصرفي بعدما كان يتخطى الـ90 مليون دولار في الأيام العادية.
من الطبيعي مع معاودة المصارف فتح ابوابها أن يتراجع الطلب على السوق السوداء ويتمّ التوجّه من قبل التجار نحو “صيرفة” لشراء الدولار، ومن هنا من المتوقّع أن يتراجع سعر الدولار، وفق ما أعرب الخبير الإقتصادي وليد ابو سليمان لـ”نداء الوطن” اذ “اعتبر أن دور السوق السوداء سيتراجع شيئاً فشيئاً بسبب الإقبال اكثر على “المنصة” وبالتالي ينتفي بعد أيّام دور السوق الموازية”.
مقابل ذلك، برز خبر تراجع إحتياطي مصرف لبنان بالعملات الأجنبية باستثناء سندات اليوروبوندز، بقيمة 350 مليون دولار خلال 15 يوماً في منتصف آذار الجاري مقارنة مع نهاية شهر شباط، الى 11.55 مليار دولار من 11.9 مليار دولار في نهاية شباط، و12.2 مليار دولار في منتصفه.
هذا التراجع يعتبر رقماً كبيراً في غضون فترة 15 يوماً، ويعود سببه بنسبة كبيرة كما اوضح رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود لـ”نداء الوطن” الى “الأموال التي يضخها مصرف لبنان للجم سعر الدولار، فهو يستعين بالأموال المتوفّرة لديه من السوق وعند الضرورة وفي حال كانت غير كافية يستعين بما لديه من أموال، أي الإحتياطي”. ذلك فضلاً عن الإتاحة للمصارف بشراء الدولار التزاماً بالتعميم رقم 161 لتزويد العملاء بالدولار بدلاً من الليرة اللبنانية.
واعتبر حمود أن “مصرف لبنان يتدخّل لتغطية الفرق بين العرض والطلب وإلا فإنّ سعر دولار السوق السوداء سيسلك مساره الإرتفاعي”.
أما بالنسبة الى سعر منصّة “صيرفة” فإن التداولات عبرها سترتفع مجدداً من 26 مليون دولار أمس الى 70 و 90 مليون دولار وحتى أكثر، كما كان الوضع عليه قبل الهجمة القضائية على المصارف وتحديداً مصرف “فرنسبنك” الذي اقفلت صناديقه بالشمع الأحمر، والتي على أثرها قررت المصارف الإضراب. أما سعر دولار “صيرفة” وإن ارتفع فسيعاود تراجعه أسوة بتراجع سعر الدولار جراء تدخّل مصرف لبنان في السوق. وعن الطلب على الدولار، أكّد حمود أن “الطلب عليه سيبقى كبيراً لأننا نستورده ويبقى المعروض منه من المغتربين المتواجدين في الخارج فقط”.