انخفضت صادرات النفط الروسية، بسبب العقوبات الغربية التي فرضت عليها جراء الحرب على أوكرانيا، في حين وجدت بعض الأطراف فرصة لشراء هذا النفط بعد عزوف العملاء الأصليين الذين أصبحوا أكثر حذرا، وفق تقرير لمجلة إيكونوميست.
وقالت شركة البيانات “كبلر” إن حجم صادرات النفط الروسية المنقولة بحرا بلغ في 24 اذار الجاري 2.3 مليون برميل يوميا، أي أقل بنحو مليوني برميل من مستوى الأول من مارس.
وأوضحت شركة البيانات “كايروس” أن حجم النفط الروسي العائم حاليا، أي الذي يبحث عن وجهات جديدة بعد عزوف المشترين الأصليين، ارتفع بنسبة 13 في المئة في الأسبوعين التاليين للغزو.
ورغم أن العقوبات الغربية لا تستهدف القطاع النفطي مباشرة، إلا أن العديد من الدول باتت غير مستعدة للمخاطرة بتحدي هذه العقوبات والتعامل مع عقبات لوجستية جديدة.
لكن في الوقت ذاته، بدا النفط الروسي وكأنه “صفقة” لبعض الدول، بعد أن عرضته روسيا للبيع بأسعار مخفضة.
وتشير المجلة إلى أن روسيا لا تحتاج إلى أن تحذو حذ إيران، التي تحايلت على العقوبات الغربية بتهريب النفط بطرق ملتوية.
فمع عزوف الشركات الغربية، يتم تداول خام الأورال الروسي بخصم بلغ حوالي 30 دولارا للبرميل، ويتوقع أحد المتداولين أن يصل التخفيض إلى 40 دولارا في غضون أسبوع.
وهناك دولتان كبيرتان لم تشاركا في العقوبات تشعران بضرورة عقد صفقة من هذا النوع هما الهند والصين، والأولى ترى في ذلك “فرصة” ومن المتوقع أن تستورد حوالي 230 ألف برميل يوميا منه هذا الشهر، بعد أن كانت هذه النسبة “صفرا” في الأشهر الثلاثة الماضية.
ولكن في الوقت ذاته، لا تحتاج الهند للكثير من النفط الروسي، على الأقل في المدى القصير، فما يقرب من نصف وارداتها تأتي من الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أنه يمكن استبدال بعض النفط الخليجي بالروسي، إلا أن الشحن من الخليج أرخص بكثير، لذلك تحتاج الهند إلى مزيد من التخفيض في سعر النفط الروسي حتى يكون له فائدة اقتصادية.
وبالنظر إلى أنها لا تستطيع تسوية المدفوعات بالدولار، سيتعين عليها إيجاد آلية للدفع بالروبل.
أما الصين “فقط” فهي القادرة على إنقاذ روسيا، بحسب تقرير “إيكونوميست”
وتستورد بكين إجمالا حوالي 10.5 مليون برميل نفط يوميا (11 في المئة من الإنتاج العالمي اليومي).
ويعتقد آدي إمسيروفيتش، الرئيس السابق لتجارة النفط في شركة غازبروم ويعمل حاليا في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، أن الصين تستطيع زيادة مشترياتها بشكل انتهازي إلى 12 مليون برميل في اليوم. وقد يسمح ذلك لها شراء 60 مليونا من روسيا في وقت قصير نسبيا.
لكن الصين لم تقدم على ذلك حتى الآن، لأن نقل النفط من روسيا أكثر صعوبة، ففي حين أن الشحن من روسيا إلى أوروبا يستغرق عادة ثلاثة أو أربعة أيام، فإن النقل إلى آسيا يستغرق 40 يوما، كما يجب تحميل النفط على ناقلات أكبر بكثير، الأمر الذي يستغرق وقتا إضافيا وتكلفة إضافية.
كما أن البنوك الصينية تخشى الإقراض، وأصبح يتحتم عليها إجراء الصفقات باليوان.
لكن السبب الأهم لعدم التحرك على هذا النحو أن التجار الصينيين ربما ينتظرون انخفاضا أكبر في سعر النفط الروسي.
ومع ضعف المركز التجاري لروسيا، سيرتفع قيمة الخصم على خام الأورال وترتفع معه مشتريات الصين.
كما أن معظم مصافي التكرير تتعامل مع أنواع معينة من الخام، مما يعني أن التحول من خام إلى خام قد يستغرق وقتا ومالا.
المصدر: الحرة