أعرب موظفو تويتر عن قلقهم من بيئة العمل داخل الشركة حال استحواذ الملياردير، إيلون ماسك، على موقع التواصل الاجتماعي الشهير.
وتقول صحيفة “واشنطن بوست” إن عديد من موظفي شركة تويتر التي تشتهر بقواها العاملة الليبرالية وبيئة العمل المرنة، عبروا عن استيائهم من ماسك. وقال أحدهم: “من الواضح أن الناس محبطون لأن الموظفين يبدو أنهم مجرد موضوع هامشي”.
والخميس، عرض رئيس “تسلا”، إيلون ماسك، الذي استحوذ أخيرا على حصة 9,2 بالمئة من رأسمال تويتر، شراء كامل الشركة بسعر 54,20 دولارا للسهم الواحد والخروج من بورصة وول ستريت، وهو طرح قالت الشبكة الاجتماعية إنها “ستدرسه بعناية”.
وفي وثيقة أرسلها إلى هيئة مراقبة البورصة الأميركية، أوضح ماسك أن هذا العرض هو “الأفضل والنهائي”، مهددا بأنه في حال الرفض “سيعيد النظر في موقعه كمساهم” في الشبكة الاجتماعية.
وفي رسالة موجهة إلى رئيس مجلس إدارة تويتر، بريت تايلور، أكد ماسك أنه استثمر في المنصة بسبب دورها المحوري في “حرية التعبير حول العالم”، ما يشكل برأيه “موجبا اجتماعيا للأنظمة الديموقراطية الفاعلة”.
وأضاف: “لكن منذ قمت باستثماري، أدركت أن الشركة لا تزدهر ولا تفي بواجبها الاجتماعي بشكلها الحالي”، مقترحا سحب تويتر من بورصة نيويورك.
وعقد الرئيس التنفيذي لتويتر، باراغ أغراوال، اجتماعا على مستوى الشركة لطمأنه قوته العاملة المكونة من 7500 موظف بدوام كامل قائلا إن رجل واحد لا يمكنه تغيير ثقافة بيئة العمل وأن الأمر متروك للشركة لوضع الإستراتيجية، وفقا لأشخاص مطلعين تحدثوا للصحيفة الأميركية شريطة عدم الكشف عن هويتهم.
وكان أغراوال الذي توله منصبه كرئيس تنفيذي للشركة في ديسمبر فقط، في موقف غير مريح للرد على انتقادات الموظفين لماسك في اجتماع شامل يوم الخميس.
وتناول الاجتماع، وفقا لـ “واشنطن بوست”، مجموعة واسعة من الأسئلة من العاملين في تويتر حول عرض ماسك لشراء الشركة، بما في ذلك كيفية معاملة الأشخاص الملونين في شركته “تسلا” ودعم الملياردير القوي لحرية التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي.
طلب آخرون تمثيل الموظفين في مجلس الإدارة وعما سيحدث لوحدات الأسهم المقيدة لموظفي تويتر إذا تم الاستحواذ على الموقع كشركة خاصة.
ورفض تويتر التعليق لصحيفة “واشنطن بوست”، فيما لم يرد ماسك على طلب للتعليق.
“قبضة سلطوية”
وقال دانيال آيفز، العضو المنتدب وكبير محللي أبحاث الأسهم في شركة الخدمات المالية “ويدبوش” للأوراق المالية، “تولي ماسك لموقع تويتر سيكون كابوسا للعديد من الموظفين الذين عملوا في ظل نظام دورسي وتويتر”، في إشارة إلى جاك دورسي الرئيس التنفيذي السابق للشركة.
حتى قبل الاستحواذ، كافح بعض موظفي الشركة لدعم تورط ماسك لأنهم يقولوه إن قيم الملياردير الأميركي تناقض قيم الشركة، وفقا للوثائق الداخلية التي أطلعت عليها صحيفة “واشنطن بوست”.
ولاحظ العديد من الموظفين في الرسائل الداخلية أن ماسك الذي يعتبر نفسه بطلا لحرية التعبير، بدا وكأنه يعبّر عن ازدراء الهوية الجندرية.
سأل أحد الموظفين: “نعلم أنه تسبب في ضرر للعمال ومجتمع المتحولين والنساء وغيرهم ممن لديهم نفوذ أقل في العالم. كيف سنقوم بالتوفيق بين هذا القرار وقيمنا؟ هل الابتكار يتفوق على الإنسانية؟”.
كان مصنع تسلا في منطقة الخليج واجه اتهامات بسوء معاملة العمال وانتهاكات حقوق العمال والعنصرية والتحرش الجنسي. ويعتبر المصنع التابع للشركة التي يقف على هرمها ماسك، أكثر مصانع الشركة ازدحاما في العالم بوجود أكثر من 20 ألف عامل.
ورفعت الجهة المنظمة للحقوق المدنية في كاليفورنيا دعوى قضائية ضد شركة تسلا في فبراير بدعوى تفشي التمييز العنصري، قائلة إنها تلقت مئات الشكاوى من العمال فيما يتعلق بمصنعها في فريمونت بولاية كاليفورنيا.
في دعوى منفصلة، أُمر تسلا بدفع الملايين إلى عامل مصعد سابق زعم وجود بيئة عمل معادية ومضايقات عنصرية.
كما قدمت العديد من النساء شكاوى تحرش جنسي ضد تسلا زاعمين أنهن تعرضن لتعليقات بذيئة ومضايقات ولمس غير لائق وتمييز في منشآتها.
وقال موظفو تسلا الذين تحدثوا مع صحيفة “واشنطن بوست” بشرط عدم الكشف عن هويتهم خوفا من العقاب إنهم يخشون الإعلان عن آرائهم، ويرجع ذلك جزئيا إلى طرد موظف زميل هذا العام بعد نشر مقاطع فيديو لبرنامج “القيادة الذاتية الكاملة” للشركة على يوتيوب.
وقال أحد العمال في مصنع تسلا إن “هؤلاء (العمال) خائفون حقا، إنه يحكم بقبضة سلطوية”.
المصدر: الحرة