على وقع استعار حماوة الخطابات الانتخابية يواصل دولار السوق السوداء ارتفاعه، ويبدو انه عاد الى لعبته السابقة الـ “يويو” مع ما يرتبه ذلك من فوضى الاسعار وسعي التجار والمحتكرين الى تخزين المواد لتحقيق اكبر قدر من الارباح لتنشيف الليرات المتبقية في جيوب اللبنانيين.
وقد سجل الدولار الاسود حركة صعود وهبوط لامست احيانا الـ 24 الف ليرة خلال الاسبوعين الفائتين، ليتخطى اول امس عتبة الـ 25 الف ليرة، وهو ما عزته مصادر اقتصادية الى زيادة الطلب على الدولار لاستيراد القمح والطحين خصوصا، في ظل انكماش السوق.
وتؤكد المصادر ان دولار السوق السوداء لن يستطيع الصمود حتى موعد الانتخابات المزمع عقدها منتصف ايار، وربما نشهد ارتفاعات تصل الى 30 الف ليرة مع نهاية الشهر الحالي، الامر الذي سيخيب الآمال بتمرير الاستحقاق الاكبر، الذي يتطلب الحد الادنى من الاستقرار في ظل الحديث عن عودة المخاوف من انفجار اجتماعي وشيك.
من جهة اخرى، فإن اظهار الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي كأنه انتصار او بمثابة الحل الوحيد لازمات لبنان الواقع في اسوأ انهيار نقدي واقتصادي غير مسبوق في تاريخه الحديث، يؤشر الى هشاشة الوضع الداخلي في ظل سوء ادارة الازمة المالية ومنها تبديد اموال المركزي وبطريقة غير مدروسة وعشوائية، على منتجات تتوفر من الانتاج المحلي.
كما يشكل العمل على اطلاق صندوق الدعم السعودي – الفرنسي المشترك للمساعدات الانسانية بمبلغ 72 مليون يورو، هو الاخر مقدمة لفك عزلة لبنان بعد عودة سفراء دول الخليج وعلى رأسها السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت، في حين يسارع البعض الى اعتبار هذه الخطوة مقدمة لدق ناقوس الخطر مما ستؤول اليه الاوضاع المعيشية للبنانيين القابعين تحت خط الفقر من جراء استفحال الازمة واستمرار التدهور، مع انعدام اي افق بتغيير ملموس قد يحمله الاستحقاق الانتخابي او حتى تحقيق الاصلاحات المرجوة من الطبقة السياسية التي تعيد انتاج نفسها.
المصدر : Lebanon files