كتبت فاطمة شكر في” الديار”:
انتهت عملية اقتراع المغتربين اللبنانيين في الخارج، وبدأت عملية الفرز التي ستحددُ المعاييرَ الانتخابية المرتقبة في 15 أيار. فكيف تستعدُ القوى السياسية للمعركة في الداخل؟ وماذا عن المواطنين المنقسمين بين من قرر النزول للإنتخاب ومن أكدَّ عزوفه عن الإقتراع؟
في المضمون أثبتت الدولة قدرتها وبكل جدارةٍ، ومن اللحم الحي إجراء الانتخابات في دول الخارج، ففي الشكل فإن عملية الانتخاب والتصويت كانت في معظم الدول سهلةً وواضحة رغم وجود بعض الثغرات البسيطة، فيما الأيام المتبقية سوف تثبتُ ما إذا كانت العملية الانتخابية المنتظرة في الداخل سوف تكون على نحوٍ مشابه للإنتخابات الخارجية، حيث أن عامل المال الإنتخابي سوف يكونُ بالمرصاد للحملات الإنتخابية بين الخصوم.
ويؤكد مصدرٌ مطلع، أن عملية دفع وتوزيع المال الإنتخابي مستمرة وستزداد في الأيام المقبلة نتيجة الشحن والتحشيد من خلال الماكينات الإنتخابية والتي تعمل، وفق المصادر الى المال الإنتخابي الذي سيكون العامل الأساسي لأية عمليةٍ إنتخابية ينصاعُ إليها الناخب في الساعات المقبلة، والأخذ بعين الإعتبار الأوضاع المعيشية والضائقة المالية التي يعيشها كل أفراد المجتمع اللبناني دون إستثناء، وقد يجعل ذلك مهمةً سهلةً نتيجة هذا الوضع لتغليب لغةِ المال على لغةِ العقلِ في العملية الإنتخابية، وأكدّ المصدر أن المعركة الإنتخابية الأكثر ضراوةً ستكون لدى المكوّن المسيحي بالتحديد، حيث أنَّ العمليات الإنتخابية لديها غائبٌ عنها “أي برنامج سياسي من شأنه أخذ الأمور باتجاه معايير إنتخابية بعيدةٍ عن لغةِ المال والسلطة”.
أما فيما يتعلق باللوائح المقابلة للثنائي الشيعي، فإن عملية التحشيد مستمرة، وتتضاعف يوماً بعد يوم نتيجة التحريض والتحامل عليها، مما أدى، ودائماً حسب المصدر، إلى زيادة في الإصطفاف والتماسك ما سينتجُ عنه زيادة الحاصل الانتخابي وضمان النجاح لأكثرية المرشحين داخل اللوائح لديها، بالإضافة الى ذلك تقومُ المنابر الإعلامية والتي تسيطرُ عليها أغلبية تلك القوى المناهضة للمحور وحلفائه، بخلق أجواءٍ إيجابية تعكسها تلك الحملات بعد اشمئزاز القاعدة الإنتخابية من سماع كل تلك الحملات الإعلامية والخطابات السياسية التي تحرّض، مما يؤدي إلى الإصرار والتماسك أكثر فأكثر ليصل ذلك إلى رفع المعنويات، وزيادة عدد الفائزين داخل اللوائح العائدة لها نتيجة زيادة الحواصل.
كل المؤشرات تشيرُ الى أن النتائج في 16 أيار ستأتي بنفس التوقعات التي كانت عليه، مع الفوارق المحدودة في بعض المناطق التي ستعمل عليه قوى “الحراك” المنبثقة عن 17 تشرين وبعض المجتمع المدني، أضاف المصدر أن الأجواء الراهنة والمستقبلية سوفَ تتناغمُ مع المعطيات الخارجية، والتي تظهرُ بوادرها من خلال اللقاءات لبعض مسؤولي الإقليم في المنطقة، التي كان آخرها زيارة الرئيس بشار الأسد الى طهران، وسوف يتبعها زيارات لأمير قطر لكل من سوريا وإيران، وكل تلك المؤشرات تتماشى مع حلولٍ قد تطرأ في الأيام القليلة المقبلة على وقع الإنتخابات النيابية.