تراجع الاستهلاك والتنقّل: أسعار المحروقات تخرج من متناول اللبنانيين

تتجه سوق المحروقات في لبنان إلى مزيد من التأزم، على وقع ارتفاع سعر صرف الدولار إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، ولا يرتبط تأزم سوق المحروقات بعنصر ارتفاع أسعارها فحسب، إنما أيضاً بتوافرها بين أيدي المستهلكين.

ارتفعت أسعار المحروقات خلال شهر أيار بشكل لم يسبق له مثيل، فبلغت قيمة الزيادة على صفيحة البنزين خلال أقل من شهر نحو 113 ألف ليرة، من 484 ألف ليرة إلى 597 ألف ليرة. وهي التسعيرة الأخيرة الصادرة اليوم 27 أيار عن وزارة الطاقة والمياه. أما المازوت فليس بأفضل حال. فقد ارتفع سعر صفيحة المازوت خلال شهر أيار من 589 آلاف ليرة إلى 762 ألف ليرة، أي بزيادة بنحو 173 ألف ليرة. كما ارتفع سعر قارورة الغاز خلال المدة الزمنية عينها من 359 ألف ليرة إلى 471 ألفاً، أي بزيادة بلغت 112 ألف ليرة بالقارورة الواحدة.

مستقبل الأسعار

من غير المتوقع أن تسجّل أسعار المحروقات تراجعاً ملحوظاً في المديين القريب والمتوسط. فارتفاع الأسعار أو انخفاضها يتوقف على عاملي سعر النفط العالمي وسعر الدولار مقابل الليرة في لبنان، ويسجّل الاثنان معاً ارتفاعاً لافتاً في الوقت الراهن. فسعر برميل النفط العالمي قفز إلى نحو 117 دولاراً اليوم، في موازاة ارتفاع سعر صرف الدولار خلال أيام قليلة مقابل الليرة إلى أكثر من 37 ألف ليرة. وهي مستويات قياسية لم يسجّلها لبنان من قبل.

ويضاف إلى كل ذلك عامل الوضع السياسي غير المستقر، مع تزايد المخاوف من عدم تشكيل الحكومة، والدخول في فراغ دستوري، ما يمكن أن يفاقم الوضع سوءاً، ويدفع سعر صرف الدولار إلى مزيد من الإنفلات، في ظل شح الدولارات وعجز مصرف لبنان عن التدخل في السوق، وإجراءات المصارف الضاغطة على المواطنين.

هذا، ولا ننسى أن سعر البنزين لا يزال يُحتسب في الوقت الراهن على سعر صرف دولار منصة صيرفة، بنسبة 100 في المئة من حجم المستوردات. أما المازوت فيتم تسعيره بدولار السوق السوداء. وفي شتى الأحوال، لم تسلم أسعار المحروقات بكافة مشتقاتها من الارتفاع الصاروخي.

تراجع الإستهلاك

تنعكس الأسعار المرتفعة للبنزين والمازوت تراجعاً في حجم الاستهلاك لدى المواطنين، الذين باتوا عاجزين عن تأمين احتياجاتهم اليومية من المحروقات. وقد تراجع حجم استهلاك البنزين كثيراً في العامين الأخيرين. وإذا ما أخذنا العام 2019 كمقياس لاستهلاك البنزين على سبيل المثال، فقد بلغ حينها حجم توزيع البنزين كمعدل وسطي نحو 7 ملايين و700 ألف ليتر يومياً (بتوزيع حجم الاستيراد على عدد أيام السنة). أما عام 2021 فتغير حجم الاستهلاك وتراجع إلى حدود 6 ملايين و500 ألف ليتر يومياً، أي بتراجع بلغ نحو 15.5 في المئة. أما خلال العام 2022 فلا أرقام دقيقة حتى اللحظة، غير أن عضو أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس، يؤكد في حديث إلى “المدن”، أن حجم الإستهلاك تراجع إلى نحو 5 ملايين و500 ألف ليتر، وربما أدنى.

وفي حال استمرار الأسعار بالارتفاع، ربما يسجل استهلاك البنزين مزيداً من الانخفاض. وإن دل ذلك على شيء، فيدل على عجز المواطنين عن شراء المادة الحيوية، ومواجهتهم أزمة تنقل لا بدائل لها في الوقت الحالي، بالنظر إلى غياب شبكات النقل المشترك. ما يجعل المواطنين في لبنان محاصرين في منازلهم عاجزين عن التنقل بشكل طبيعي.

أما المازوت فله حيثية مختلفة عن البنزين. إذ أن المازوت من المواد التي يصعب الاستغناء عنها، في ظل الغياب شبه الكلي لكهرباء لبنان. لذك استمرت أرقام استهلاك المازوت على ارتفاعها على مدار العام، إضافة إلى ارتفاع الحاجة للمادة خلال فصل الشتاء الفائت، الذي شهد تدنياً كبيراً بدرجات الحرارة، والعديد من العواصف الثلجية، مع الأخذ بالاعتبار تخفيف المازوت الإيراني الضغوط في السوق الاستهلاكي، وإن كان مرحلياً. ويبلغ المعدّل العام الوسطي لاستهلاك المازوت نحو 7 مليون و500 ألف برميل يومياً.

دور المصارف بأزمة المحروقات

يكاد لا ينفد قطاع إلا وللمصارف يد في تأزمه. فالمصارف تحجب الدولارات منذ أيام عن استيراد المحروقات. وهو ما دفع بالعديد من المحطات إلى الإغلاق، في حين عادت طوابير السيارات لتظهر من جديد على وقع شح البنزين. وقد أوضح البراكس في تصريح له اليوم “أن استمرار المصارف بالتأخر عن تسليم الشركات المستوردة للنفط مستحقاتها بالدولار الأميركي، والتي تمثل ثمن البنزين المستورد وفقاً لمنصة صيرفة وللأذونات المسبقة من مصرف لبنان، سينتج عنه استمرار التقنين بتسليم هذه الشركات كميات البنزين للسوق المحلي، وبتراجع توافر هذه المادة للمستهلك في المحطات، رغم وجود كميات غير قليلة في المستودعات في لبنان” لافتاً إلى أنه بات من الضرورة على السلطات المعنية ومصرف لبنان والمصارف الخاصة الإسراع بايجاد حل لهذا الموضوع، لكي لا تعود الأزمة التي لا يريدها احد.

تحذير البراكس إنما يفتح النقاش حول الحلول التي يطرحها البعض اليوم، والتي بدورها قد تقضي على ما تبقى من قدرة معيشية للبنانيين. وأولى تلك المطالبات تتمحور حول تسعير البنزين بالدولار حصراً، وإصدار تسعيرته الرسمية بشكل يومي، تماشياً مع تغير سعر صرف الدولار. والمؤسف أن وزارة الطاقة لم تحرّك ساكناً حيال هذه الطروحات.

المصدر: المدن

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تحديث سعر صرف الدولار اليوم ↑↓

سعر صرف الدولار الآن أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *