بدأ المواطنون منذ الصباح الباكر بالتوافد إلى المصارف في سبيل تقاضي رواتبهم بالدولار وفق منصّة “صيرفة”، وذلك استناداً لتعميم مصرف لبنان الأخير الصّادر يوم الجمعة.
في غضون ذلك، تتجه الأنظار إلى قدرة المصارف، اليوم، على تسديد الأموال للناس بالعملة الصعبة، في وقتٍ تسودُ فيه تساؤلات عمّا إذا كانت المؤسسات المصرفية قد حصلت على الدولارات المطلوبة من البنك المركزي أم لا.
وإنطلاقاً من هذا الأمر، يتوقع خبراءٌ متابعون للشأن المصرفي أن ينحصر نشاط صناديق المصارف، اليوم، في تحويل الليرات الموجودة مسبقاً في حسابات المواطنين إلى الدولار، ما يعني أن معظم المصارف قد لا تقدم للمواطنين خدمة “إيداع أموال جديدة” في حساباتهم بغية تبديلها بالعملة الخضراء بناء لـسعر “صيرفة”.
ووفقاً للخبراء، فإن هذا الأمر، إن حصل فجأة ومن دون ضوابط، سيعني عملياً استنزافاً أكبر للدولارات، وهو الأمر الذي يتطلب آلية مضبوطة ومُحكمة وتمنع إستغلال الدولارات الموجودة، خصوصاً إذا كانت تأتي من الإحتياطي. وبحال تحقق ذلك، أي “حرق الدولارات”، فإن “انفلات السوق” واردٌ بأي لحظة مجدداً مثلما حصل في الأيام الماضية.
وإزاء ذلك، قال مصدر مصرفي معني إن المطلوب من مصرف لبنان توضيح تعميمه الأخير الموجّه إلى “حملة الليرة اللبنانية”، وتوضيح ما إذا كان المقصود بهؤلاء هم “حملة الليرة الدفترية” أم “الليرة النقدية”؟
lebanon24