نتسائل في كل مرة عن سبب الازمات المستجدة والمتكاثرة في السنوات الأخيرة حيث نعجز عن تحليلها لفهمها، وكأنه أصبح مقدّراً على المواطن اللبناني ان يصبح خبيراً في الاقتصاد والمال والصحة ومؤخرا وليس آخراً في النفط واستخراجه والجيوسياسة وحيثياتها، أقلّه لفهم ما نسمعه أو نقرأه في وسائل الإعلام والصحف إضافة الى التبصر والتحليل في “ماورائيات” الجهات السياسية صاحبة المسؤولية لمعرفة مسار الأمور ومتابعة كيفية إدارتها لملفات بهذه الأهمية.
ملفات حساسة يتوقّف عليها مصير بلد وشعبه تخضع للمناكفات وتقاذف المسؤوليات بين القوى السياسية محاولة التذاكي على بعضها البعض ظناً منها بأن العالم واسرائيل ينتظران الإنتهاء من سخافاتهم للبدء بإستخراج الغاز.
ولمعرفة تفاصيل أكثر حول موضوع ترسيم الحدود البحرية، تواصل “ليبانون فايلز” مع الدكتورعصام خليفة الذي أفاد أن “الخط 29 هو أفضل ما قد يحصل عليه لبنان”، لافتاً الى ان “قرار ترسيم الحدود البحرية والبرية وفقاً للخط 29 والذي وقّع عليه الجانبان اللبناني والاسرائيلي في 23 آذار 1949 صالحاً للتنفيذ”.
وأضاف ان “ثروة لبنان النفطية لا تقل عن 1725 مليار دولار انما التعاطي بإستخفاف من قبل الحكومات المتعاقبة منذ الـ2007 حتى اليوم سيخَسّر لبنان ثروته كما فعل في تحديد المنطقة الإقتصادية مع قبرص والتي كانت نتيجتها خسارة 2217 كلم²، كذلك الأمر بالنسبة لإيداع لبنان الأمم المتحدة الخط 23 والذي يخسر بسببه مساحات واسعة قبل اعادة تعديل القرار 6433 بالمرسوم المنتظر توقيعه”.
وبالعودة الى اللامبالاة التي يمارسها سياسيونا، سؤال يطرح نفسه: ألم يعوا بأن حاجة اوروبا لإيجاد مصادر أخرى للغاز بسبب حرب روسيا وأوكرانيا قد تدفع اسرائيل الى استخراج النفط بغطاء أوروبي وأميركي غير آبهة بموقف لبنان؟.
الإهمال والمماطلة لإيجاد الحلول، كما والسياسات والقرارات الخاطئة التي اتّخذت منذ تاريخ إثارة موضوع الترسيم حتى اليوم، اضافة الى تعقيد المفاوضات من قبل الجانب اللبناني مع اعطاء تبريرات لا ترتقي الى مستوى أهمية الملف وأهمية المرحلة وتؤشر بمجملها الى ان لبنان لا يريد استخراج النفط الا بطلب روسي وبالتالي منع اسرائيل من استخراج النفط الى حين التوافق على الحدود البحرية لتخفف عنها ضغوط العقوبات الاوروبية، او الى حين طرد الصهاينة واستعادة فلسطين كما تعد المقاومة، او حتى انتظار تهيئة الظروف لسيطرة المقاومة الكاملة على البلد حينها تأتي بالشركات المنقبة التي تراها مناسبة كما اشار السيد حسن نصرالله منذ ايام في حديثه المتلفز حيث لفت الى ان اللبنانيين احرار بإختيار الشركات التي يريدون دون الحاجة لموافقة الدول الاميركية والاوروبية في إشارة الى روسيا والصين وايران.
أخيراً وليس آخراً، في ظل كل هذا التخبط والتبريرات غير المنطقية التي إعتدنا على سماعها في أزمنة الأزمات. يبقى السؤال: هؤلاء الممسكون بالقرار لماذا لا يريدون استخراج النفط؟
المصدر : ليبانون فايلز