كتبت شنتال عاصي في” الديار”:
«الكهرباء».. هي الأزمة الممتدّة عبر السنوات، والتي لم تحظ حتّى اليوم بحلّ أو بالأحرى، «لم يودّ البعض إيجاد حلّ مناسب لها». فوسط أزمة كهرباء خانقة تستفحل يوماً بعد يوم، واعتماد سياسة التقنين لدى أصحاب المولّدات الخاصّة، قررت شريحة كبيرة من اللبنانيين اللجوء لحلول بديلة كالطاقة الشمسية .
في ظل التبدّل المناخي وسيطرة التلوّث على العالم بشكل عام ولبنان بشكل خاص، باتت الطاقة الشمسية الحلّ الأنسب، فبحسب رئيس حزب البيئة العالمي ورئيس خبراء حماية الصحة والبيئة العالمية والمستشار الدولي لشؤون البيئة العالمية والمناخ د. ضومط كامل، حان الوقت لاستبدال الطاقة الأحفورية بالطاقة النظيفة واللجوء لحلول تنقذ البيئة وتنقذ المواطن اللبناني في الوقت عينه من جحيم الكهرباء، وقال: «إن الطاقة الشمسية هي باختصار مصدر «دون تكلفة» لتوليد الطاقة، خالٍ من أي مواد مدمّرة للبيئة كالمازوت أو البنزين».
إيجابيات الطاقة الشمسية.. وماذا عن السلبيات؟
من أهم إيجابيات الطاقة الشمسية أنها تعد بديلا مستداما للوقود الأحفوري. ففي الوقت الذي يرجح فيه نضوب مصدر الوقود الأحفوري، نجد بأن الشمس مصدر قد لا ينضب إلا بعد مليارات السنين. هذا وترسل الشمس للأرض ما مقداره 73 ألف تيراواط يوميا، وهذه الكمية تزيد 10 آلاف مرة على احتياجات الكرة الأرضية من الطاقة، مما يعني توفر كمية هائلة من الطاقة الفائضة على الحاجة.
فضلاً عن تأثيرها المنخفض على البيئة، تساهم الطاقة الشمسية بخفض الضرر على البيئة كونها لا تتطلب حرق الوقود الذي ينعكس سلبا على البيئة.
أما سلبياتها فليست بكثيرة، ولكن المشكلة التي قد تواجه الأفراد هي عدم توفّر المساحات الأرضية الكافية لوضع الألواح عليها، والتمكن من استقبال الطاقة الشمسية، الأمر الذي يستنزف المساحات الأرضية ويؤثر سلبا على الحياة البرية وبخاصةٍ على أسطح المباني في لبنان. ولكن، لفت المستشار الدولي لشؤون البيئة إلى أنه بإمكاننا الإستفادة من مساحاتٍ بالقرب من المنازل، وحتى وضع الألواح في مواقف السيارات ورفعها بواسطة سواتر أو شرائح حديدية مخصصة لتتمكن من استقبال وتخزين الطاقة الشمسية. فالألواح الشمسية ليست حكراً على أسطح المباني، بل يمكننا وضعها بطريقة آمنة في أي مكانٍ يتلقّى مباشرةً أسعة الشمس.
هذا وشدد البروفيسور «كامل» على ضرورة التمرّس من استخدام ألواح الطاقة الشمسية وعدم التغيير في إعداداتها لتجنّب حصول أي عطل كهربائي فيها، داعياً جميع البلديات والأفراد والدوائر الحكومية لاستخدام الطاقة الشمسية والاستفادة من الطاقة النظيفة.
الطاقة الشمسية في «الشتاء»
أما في فصل الشتاء، فشدد «كامل» على ضرورة الاهتمام بألواح الطاقة الشمسية وتنظيفها وإزالة الثلوج المتراكمة عليها، بغية المحافظة على الألواح وتوليد الطاقة الضرورية التي يحتاجها كلّ منزل. ويبقى السؤال الأساس: هل تخزّن الألواح الطاقة حتى ولو كانت ساعات إشراق الشمس ضئيلة؟ فالإجابة، نعم.
وبحسب البروفيسيور البيئي، ساعتان أو ثلاث في فصل الشتاء تعدّ كافية لتوليد الطاقة، مشيراً إلى أنه في حال عدم ظهور الشمس، فالغيوم قادرة على تولّيد الطاقة ولكن بالطبع بنسبة ضئيلة وغير كافية.
في ما يخصّ صيانة الألواح، يجب الكشف مرة كل عام عليها والتحقق من عداداتها لضمان عملها جيّداً. أما عن عمر بطاريات تخزين الطاقة، فتتراوح بين الثلاث والـ12 سنة، وتختلف بالطبع بحسب نوعها.
قروض الطاقة الشمسية ْ
هذا وتلقّت الطاقة الشمسية دعمًا حكوميًا جديدًا من حوالي الأسبوعين، على 11 مشروعًا، من ضمن الخطط المأمولة لحلّ أزمة الكهرباء في البلاد. ووقعت وزارة الطاقة ومصرف الإسكان مذكرة تفاهم لدعم آلية منح قروض الطاقة الشمسية فنيا وتقنيا.
وفي السياق عينه، أعلن رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الاسكان انطوان حبيب في تصريح أن سقف قرض مصرف الاسكان للطاقة الشمسية هو بين 75 مليون ليرة و 200 مليون مع فائدة 4.99 %.
باتت الطاقة الشمسية حلّاً لا غنى عنه في وطنٍ يئنّ من ثقل الأزمات المرمية على كاهله وكاهل أبنائه، فهل ينتفض الشعب اللبناني بأغلبيّته على «مافيات المولّدات» ويلجأ للطاقة البديلة؟