المحروقات في لبنان

عمّال فقدوا عملهم والسبب… البنزين!

للأزمة الإقتصادية وارتفاع أسعار المحروقات المتواصل تأثيرات سلبية كبيرة على كل القطاعات في لبنان. في السياق مئات بل آلاف العمال اليوميين من عكار الذين يعملون في بيروت، في مهن نجارة الباطون والـ security وبعض المتاجر وخلافه، باتوا في مهب الأزمات من دون أي مدخول. هؤلاء العمال اليوميين أو العمال المنسيين بالأصح، لديهم عائلات كانت تعتاش من عملهم في بيروت، فجاءت الأزمة وقلبت الأمور رأساً على عقب.

يشرح العامل محمد شريتح من قرية الدوسة في منطقة الدريب وضعه فيقول: «كنت أعمل في محل لتصليح وصيانة السيارات في الدكوانة وأتقاضى أسبوعياً مليون ليرة لبنانية، أدفع لصاحب الباص كل أسبوع 150 ألف ليرة إلى بيروت ذهاباً وإياباً عندما كانت تنكة البنزين بـ20 ألف ليرة. عندما بدأ البنزين بالارتفاع رفع صاحب الباص أسبوعيته إلى مئتي ألف ليرة. واستمر البنزين بالارتفاع وتخطت التنكة الـ500 ألف ليرة فرفع الرجل أجرته الأسبوعية إلى أكثر من مليون ليرة، بالمقابل رفع صاحب محل التصليح أجرتي إلى مليونين في الأسبوع لكنها لم تعد تكفي عائلتي لأكثر من يومين أو ثلاثة أمام هذا الإرتفاع الحاصل في كل شيء. فاستغنيت عن عملي وأنا الآن في عداد العاطلين عن العمل».

بدوره، أوضح سهيل أحمد من سهل عكار إنه كان يعمل في سوق خضار جبيل بينما كان شقيقه الأصغر يعمل عند أحد الأشخاص ويستلم تنظيم أمور البيوت البلاستيكية المزروعة، و»لم تكن هناك منامة مؤمنة فكنا كل يوم نذهب إلى جبيل صباحاً ونعود إلى عكار عند المساء. كانت أجور المواصلات مقبولة في السابق ولم تكن في الحسبان. لكن مع هذا الإرتفاع الكبير في البنزين والمازوت صرت أدفع حوالى ثلثي ما أتقاضاه من شغلي لأجور المواصلات، الأمر الذي جعلني أنا وأخي نترك العمل في جبيل ونعود إلى عكار، فاشترى أخي صهريجاً لبيع المياه في قريتنا أما أنا فبت عاطلاً عن العمل منذ أكثر من شهر».

حالة محمد وسهيل وشقيقه مثال عن مئات الحالات لمواطنين من عكار كانوا يعملون في مدينة بيروت واضطرّهم ارتفاع أسعار المحروقات وتالياً ارتفاع أجور المواصلات، لترك عملهم والعودة إلى بيوتهم والمكوث فيها من دون عمل، وهذه حالات إضافية من حالات البطالة الكبيرة التي ترزح تحتها عكار، ويسكنها أكثر من نصف مليون مواطن لبناني، ولا يوجد فيها مؤسسات أو معامل تستطيع أن تؤمّن لهم فرص العمل في مناطقهم. يأتي هذا من دون أن نذكر أيضاً الأشخاص الخريجين والخريجات الجامعيين، لا سيما حديثي التخرج، وهم من فئة الشباب والموظفين في السابق الذين تم ويتم تسريحهم منذ بداية الأزمة والإنهيار في العام 2019 إلى اليوم. وإذا كانت منظمة العمل الدولية قد أشارت إلى أن نسبة البطالة قد ارتفعت إلى 41.4% في لبنان في العام 2021 وأن البطالة تتركّز بشكل أساسي في مناطق عكار والجنوب والبقاع الأوسط وعاليه، فإن العام 2022 ونحن في منتصفه، قد حمل المزيد من الإرتفاع في معدلات البطالة التي قد تتخطى الـ50% في نهاية العام الجاري.

كل المؤشرات تدل على أن أسعار صفيحتي البنزين والمازوت ستتخطى المليون ليرة في الأسابيع المقبلة، أي ما يعادل ضعفي الحد الأدنى للأجور تقريباً. هذا يعني مزيداً من البطالة وفقدان فرص العمل، في حين أن المواطن اللبناني عالق بين من يحاول تأمين أي عمل في محيطه ولو بأجرة يومه، وبين من يبحث عن فيزا تحمله إلى الخارج، وبين من يحاول الهرب من هذا الجحيم بأي شكل حتى ولو كان في مراكب الموت.

إنه مصير مأساوي لشعب فقد كل مقومات الصمود، في دولة وسلطة فقدت كل مقومات الشرعية والوجود.

ch23

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تحديث سعر صرف الدولار اليوم ↑↓

سعر صرف الدولار الآن أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *