أزمة مياه تلوح في الأفق.. حتى إشعار آخر

كتبت نوال نصر في “نداء الوطن” وعدونا بصيفٍ واعد، لكننا لم نخل أنّ مِن تلك “الوعود الصادقة” أن نمضي هذا الصيف بلا مياه ولا كهرباء ولا خبز ولا دواء. وعدونا ووفوا. و”أحبابنا” المغتربون “رح يطلوا” لكن هل سيجدون مياها يستحمون بها؟ سؤالٌ برسم الدولة الفاشلة.

نعم، الدولة اللبنانية، بأمها وأبيها، ترتكب إبادة جماعية في حقّ ناسها. وخطها الساخن: 1713 مشغول دائماً. موظفو الخط الساخن كانوا البارحة يحتفلون ربما بعيد الأب المنهك على كل الأصعدة. وجان جبران، مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، لا يجيب. ندق له بدل المرة مرات. وهاتفه يرد برسالة: لا يمكنني الإجابة الآن (sorry. I can’t talk right now). لا جديد يجيب عنه جان جبران ربما بعد كلام قاله منذ أسبوع وفيه: «كنا نعيش التقنين ووصلنا الى مرحلة بات فيها التقنين أقسى وأقسى. وإذا لم نتلقّ مساعدة، من مازوت وسواه، سنتوقف عن توزيع المياه. لقد دفعنا كل المستحقات السنوية التي لدينا في أقل من ستة أشهر، ولم يعد معنا مال لنُسدد مستحقات الأشهر الستة المقبلة. والزيادة التي فرضناها على اشتراك المياه لا تُشكل إلا بحصة، وكي نستمر في تأمين المياه نحتاج الى رفعها السنة المقبلة الى 4 ملايين و800 ألف ليرة لبنانية على الأقل. فالموازنة مدخول ومصروف ومداخيلنا «بحصة».

البلد بلا كهرباء. نحاول أن نستوعب. الطحين مفقود والخبز بالقطارة والآتي أعظم. يسكت اللبنانيون الذين دخلوا في «كوما» على مضض. الدواء نادر الوجود واللبنانيون «يعضّون» على وجعهم مستنجدين بدواء تركي أو مصري أو سوري. لكن، في زمن وباء «القرود» المقتحم ديارنا وعودة كوفيد-19 والصيف اللهاب والفطريات فكيف لهم الإستغناء عن المياه أيضا؟ متجهون الى الأسوأ؟ هلكونا بتلك المعادلة التخويفية ولكن ماذا يفعلون لمواجهتها؟ كيف يتصرفون حيالها؟ خزانات البيوت جفّت. ومن سيستمتعون بآرمات: «أهلا بالطلة» لن يجدوا قريبا مياه استحمام. فأهلا بهم في جهنم لبنان.
موعودون بسياحٍ قد «ينشلون» البلد موقتا من المأزق الأكبر. لكن، من أين ستؤمن «دولتنا» الى هؤلاء المياه؟ يبدو أن الصهاريج بدأت تتوجه حصراً الى الفنادق والمنتجعات الكبيرة في لبنان بدل التوجه الى مبنى لإعطاء شقة أو شقتين كمية 1000 ليتر. أحد أصحاب الصهاريج ويدعى جوني يوزع المياه على الأوتيلات والفلل حصراً ويقول «الأسعار أصبحت بالدولار فقط لأن المازوت يُسعّر بالدولار وكلفة قطع الصهريج أيضاً». صهريجه يسع كمية 20 ألف ليتر يبيعها بسعر خمسين دولاراً أميركياً. والتعبئة تتم من محطات مياه مرخصة، تعمل على العداد، وتدفع ضريبة الى الدولة. يعني ثمة تناغم على ما يبدو بين أصحاب الصهاريج ومحطات المياه والدولة النجيبة. في كل حال، يقول صاحب الصهريج إن الطلبات تقل يوماً بعد يوم لأن الناس، كل الناس، باتت تقنن «والله يساعد الناس».

غسان بيضون، المدير العام السابق في وزارة الطاقة والمياه، يسهب دائما في الكلام عما أوصل القطاع الكهربائي الى الدرك الأكثر عتمة. فماذا عما وصلنا إليه من جفاف مائي وشحّ هائل؟ يجيب: «في السبب المباشر والقريب، الذي لا يحتاج الى تفسير كثير، أن معظم مصادر مياهنا تُضخّ بواسطة المولدات. نحن بحاجة الى كهرباء غير متوافرة. وبالتالي، ما اوصلنا الى ما بلغناه هو سوء إدارة الموارد وشأن المياه منذ 12 عاما، منذ أنشئت مؤسسات لتولي إدارة المرفق بطريقة إستثمارية. ويشرح: المؤسسات العامة الإستثمارية للمياه تقتضي مدّ إمدادات وشبكات وحسن إدارة الموارد الطبيعية لتأمين حاجات الناس من المياه وتغطية كلفة الإنتاج، وقد نصت المادة 221 على وجوب أن تراعي التعرفة الأوضاع الإقتصادية».

لا شيء تحقق. والأزمة اشتدّت. ويقول بيضون: «في وقت كان العالم يتجه الى اللامركزية توجهنا نحن الى المركزية. في هذا الإطار، عملوا على ضمّ مؤسسات ومصادر مختلفة للمياه الى إدارة ضعيفة، لم تراعِ المنطق الذي ينص عليه إنشاء المؤسسات التي لم تُملأ شواغرها ولم يؤمن لها الجهاز الإداري والفني والمالي. وراح الوزراء- الجبرانات – يستعينون بشركات ومقاولين، واستولى جبران باسيل على كل المساعدات التي كانت ترد الى القطاع وعمل على توجيه إستعمالها الى ما يخدمه مناطقياً وانتخابياً. وهذا ما تسبب بانتعاش مناطق على حساب مناطق أخرى وخلا كل ذلك من رؤية مستقبلية. أنشأوا سدوداً فاشلة ومكلفة وعينوا مقاولين تابعين مثيرين للشك والريبة. ولم نر، في أكثر من عقد، مشروع مياه نظيفاً لا شبهة عليه ولا ملاحظات. ويجعلنا هذا كله نعلن اليوم بالفم الملآن: يا محلا قطاع الكهرباء أمام قطاع المياه. ويستطرد بيضون بالقول: أتذكر كيف عمل باسيل على إعفاء جوزف مخايل نصير، مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان منذ العام 2002، من مهامه الوظيفية ووضعه تحت تصرف وزير الخارجية والمغتربين في العام 2018. وعيّن مكانه جان جبران. عرف جبران باسيل كيف يستولي على إرادة الناس، في مواقع السلطة، كما يشاء.

ما جعلنا ندخل في الدهليز القاتم هو أننا تعايشنا مع إدارات قصيرة النظر. وها نحن ما زلنا نشهد محاولات ولادة حكومات ترضخ وتساوم. وفي كل مرة نقول لدولتنا: ماذا فعلت بنا؟ يطل من يقول: أزمة الدولار ليست بيدنا. «سياسيونا، بحسب غسان بيضون، ولا أوقح. لا رحمة لديهم ولا خجل» يضيف: «إذا لم نتوسع باستخدام الطاقة الشمسية لاستخراج مياه الآبار فمستحيل إيجاد حلول لأزمة المياه». ويستطرد: «أنشئت عام 2014 الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث. فهل تعرفون عنها اليوم شيئاً؟

lebanon24

عن Majd Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تحديث سعر صرف الدولار اليوم ↑↓

سعر صرف الدولار الآن أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *