كوابيسُ كثيرة تحيطُ بأيّامنا وليالينا في لبنان، غير أن “كابوسَ أوّل الشهر” يبقى أكثرَ ما يؤرقُ اللبنانيينَ في هذه الأيام، بعدما اكتووا بالمصائبِ والعتمة، وباتَ المولّد “نورَهم الوحيد ونارهم”… في آنٍ واحد. أضف إلى ما تقدّم، أحجية جديدة حيّرت المواطنين في الفترة الاخيرة هي “رسم العداد” الذي يلازمُ فاتورةَ المولّد شهريا والذي ترتفع قيمتُهُ شهريا مع ارتفاعِ سعر الكيلوواط…
فإذا نظرنا إلى تسعيرةِ المولدات الخاصة التي تصدرُ شهريا عن وزارةِ الطاقة نجدُ أنه حُدّد رسمٍ ثابت يختلفُ وفق قدرة الامبير، أي أنه في تسعيرة أيّار مثلا، يتوجّبُ على المشتركينَ بقدرة 5 أمبير دفع رسم 100 ألف، أما للمشتركين بالـ10 أمبير، فيتوجبُ عليهم دفعُ 220 ألفا إضافية ضمن الفاتورة، فما قصتها؟
يوضحُ مستشار وزير الطاقة خالد نخلة، في حديث لموقع mtv، أن ما يُسمّى بـ”رسم العداد” هو الشقُ الثابت الذي حددتهُ وزارة الطاقة في تسعيرةِ المولدات الشهرية، والذي يشملُ قدرةَ خطّ الامبير وكل المصاريفِ الثابتة الاخرى التي يتكبّدُها صاحبُ المولّد، من رواتبِ عمّال وإيجار موقعِ المولّد والجباية وكلفة النقل وغيرها.
واشار نخلة إلى ان رسمَ العدّاد هو لإنصافِ أصحابِ المولّدات الذين باتوا يتكبدون الكثير ومصاريفُهم تتضاعف فيما المواطنون يقتصدونَ قدرَ الإمكان بسبب ارتفاعِ الفاتورة “فالموتور داير داير ليلا نهارا، فيما باتت الغالبية من اللبنانيين تلجأ إلى تقنينٍ ذاتي للتوفير”، وفق قوله.
كلامُ نخلة بشأن رسمِ العداد أكدهُ رئيسُ تجمّع أصحاب المولّدات عبدو سعادة في حديث لموقعنا، الذي شدّد من جانب آخر على ان تسعيرةَ المولدات تصدُرُ حكمًا عن وزارة الطاقة وليس من قِبل أصحاب المولدات، “الامر الذي يجهلهُ القسمُ الاكبر من اللبنانيين”، بحسب تعبيره.
هو رسمٌ إذا لإنصافِ أصحابِ المولدات تحدّده وزارة الطاقة التي لم تنصفنا حتى اليوم ببصيصِ ضوءٍ أو أملٍ… وزارةُ المليارات الضائعة التي تُمطرنا وعودا بدأت بـ24/24 “ما شفنا منا شي” وصولا إلى الوعد بـ 3 أو 4 ساعات الذي لا يزال حلمًا… والاملُ كلُ الأملِ أن تُنصفنا فتصبحَ بالفعل وزارةً للطاقة لا وزارةً لتسعيرِ الطاقاتِ الوسيطة أو البديلة…!
ch23