الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةأخبار لبنان الإقتصاديةفي عيد الأضحى: الخروف بـ 300 دولار.. حجوزات "مفوّلة" وحنين إلى المشاوي!

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

في عيد الأضحى: الخروف بـ 300 دولار.. حجوزات “مفوّلة” وحنين إلى المشاوي!

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

أيّام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بعيد الأضحى الذي سيتعذّر هذا العام على كثيرين من اللبنانيين الاحتفاظ بعاداته وتقاليده. وعلى نقيض هذه الصورة، تبرز حجوزات “مفولة” في مزارع مواشٍ، ما يعكس الانقسام العمودي في المجتمع نتيجة الوضع الاقتصادي. وبدا جلياً أن لحضور المغتربين ثقلاً في تغيير بوصلة العيد باتجاه إيجابيّ نسبي على ما يبدو، بدأت تظهر معالمه على صعيد أسواق المواشي، فيما تغيب في أحياء شعبيّة وبيوتات انحدرت من الطبقة الوسطى الى ما دون، نتيجة الانهيار.

وفي موازاة المشهد، لا تغيب قضيّة الرقابة الغائبة على أسواق اللحوم.

مع اقتراب العيد الكبير، تبدو حركة سوق المواشي هادئة، فيما يتنقل قليلون بين الجزارين مستفسرين عن الأسعار في زمن القحط والغلاء، لتبدو على وجوههم معالم الدهشة بعد أن يأتيهم السعر وينزل على مسامعهم كالصاعقة: 400 دولار للخروف الواحد!… وعلى الرغم من ارتفاع أسعار المواشي واللحوم ولا سيّما المستوردة منها، تتهافت الفئات الميسورة والمغتربون وأصحاب “الفريش” على حجز أضاحي العيد لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين. فماذا عن الأسعار وأنواع اللحوم؟

جالت “النهار” على بعض محالّ اللحوم والجزّارين في العاصمة، ولاحظنا الفروقات الكبيرة في الأسعار بين منطقة وأخرى، ممّا يُشير إلى غياب الرقابة واستغلال البعض للأزمة الراهنة تحت شعار “شو وقفت عليّي؟” أو “أنا ومن بعدي الطوفان”، والضحيّة المعتادة هي المواطن اللبناني وتحديداً الموظف الذي بات راتبه يساوي 3 كيلوغرامات لحم بقر تقريباً!

يشرح أحمد ربابة، صاحب إحدى أقدم وأشهر محالّ اللحوم في بيروت لـ”النهار” الصعوبات التي تواجه القطاع اليوم وتأثيرها على ارتفاع الأسعار والقدرة الشرائية، “الحالة صعبة جداً وتراجعت كثيراً قدرة المواطنين الشرائية نسبياً، إذ باتت قدرة الموظف مثلاً محدودة، هذا كي لا نقول معدومة مقارنة بالسنوات والأعياد السابقة التي لم نكن نلحق فيها طلبات وذبائح، أمّا اليوم فالميسور فقط يدق بابنا ويوزّع على المحتاجين الذين يبحثون عن الماشية الصغيرة من باب التوفير، كي لا يغيبوا عن العيد تماماً”.

ويُشير ربابة في حديثه إلى “التلاعب والغشّ” الذي يحصل اليوم في الأسواق لجهة تخزين اللحوم وطريقة حفظها وسط الانقطاع المستمرّ للكهرباء وارتفاع أسعار المحروقات، وخاصة المازوت، فضلاً عن بحث بعض المطاعم والفنادق كما الأشخاص عن أنواع لحوم رخيصة للتوفير أو لكسب المزيد من الأموال، محذّراً من أن “هذا الأمر يتمّ على حساب صحّة المواطن وحياته، وهذا ما يفسّر ارتفاع حالات التسمّم الناتجة عن الغذاء في لبنان في الفترة الأخيرة”، مطالباً بـ”تطبيق نظام الرقابة ودعم القطاع، وتحديداً صغار الجزارين، كي لا يكون الدعم موجّهاً مباشرة لكبار التجّار، بينما الفئات الأخرى تُهمّش وتصارع باللحم الحيّ لكي لا تضطرّ إلى إقفال أبوابها”.

يؤكّد الحاج أحمد، كما يُنادونه في بيروت، عمق الأزمة وخطورتها على قطاع اللحوم والدواجن كما سائر القطاعات، واختصر الوضع بعبارة: “كان الله في عون الناس، ما فينا نقول أكثر”.

في السياق، يلفت ربابة إلى أن “ثمن الأضحية كان لا يزيد عن 200 ألف ليرة، أمّا اليوم فأقل أضحية وزناً، إن كنا نتحدّث عن الخراف وهي الأكثر طلباً، في حدود الـ300 دولار (فريش)، والغنم بـ200 دولار تقريباً، أمّا الحصة الوازنة فللأبقار التي تخطّى سعرها الـ1400 دولار في الحدّ الأدنى”.

إلى ذلك، يوضح ربابة أن “السوق اللبنانية اليوم مليئة باللحوم المستوردة كالبرازيلية والهندية”، ويقول: “اليوم لا يوجد ما يسمّى اللحم البلدي واللحم المستورد، فالسوق واحدة، والمقصود باللحم البلدي هو الذي يُذبح مباشرة في الملحمة أو عند صاحب الماشية، ويمكن أيضاً أن نستورد اللحم البلدي من الخارج، فهذه ليست مشكلة، لكن الأزمة الفعلية تشمل طريقة استيراد هذا اللحم وتخزينه ومدّة صلاحيته، لذا نحن شخصياً اعتمدنا مبدأ التقليل من الاستيراد أو حتّى الذبح، إذ بتنا نشتري حاجتنا اليومية فقط لأن الكهرباء لا تسعفنا ولن نخاطر باسم الملحمة الذي أسّسناه منذ 60 عاماً من أجل قرشين زيادة”.

بالموازاة، كشف نائب رئيس نقابة تجّار اللحوم، وصاحب مزرعة الكريم لتجارة المواشي، وصاحب شركة الهادي للحوم، عبد ملاح لـ”النهار” أن “نسبة الإقبال على الأضاحي تتخطّى الـ100 بالمئة لهذا العام”، معتبراً أن “الأجواء أكثر من إيجابية ولا سيّما في ظل الظروف الراهنة حيث كانت التوقعات تُشير إلى انعدام القدرة الشرائية، إلّا أن ما يحدث لم يكن في الحسبان ويُبشّر بخير حتّى لو اضطرّ التاجر إلى التنازل قليلاً مقابل تسيير العمل”.

ويقول التاجر الذي اعتاد لسنوات على البيع والتجارة إن “الناس يتهافتون على شراء الأضاحي، خصوصاً الأبقار، حتّى إن الأعداد المتوافرة محجوزة ويوجد الكثير بعد للبيع بأسعار جيّدة نسبياً، إذ كان سعر الخروف مثلاً يبلغ 200 دولار، كما اليوم، فلم يتغيّر شيء سوى أن البعض لا يملك الفريش كالسابق، ولكن هذا الأمر لم نلمسه كتجّار هذا العام، وهذا ما أؤكّده”.

إلى جانب الطبقات الاجتماعية والمشاكل الراهنة، اللبناني مصرّ على الاحتفال، فهل هذا طبيعي في خضمّ الغلاء؟، يقول ملاح إن “مشكلة الطبقية ليست بجديدة علينا في لبنان، لكن الرهان يبقى على الدولارات الموجودة في البلد والتي لمسناها هذا العام من خلال ارتفاع عمليات الشراء وأضاحي العيد، فأنا شخصياً أملك أكثر من 5000 رأس ماعز، ولا بد من الإشارة إلى أن الأسعار لم تتبدّل عن السنوات السابقة، فيما يبلغ سعر كيلو الغنم (الذكر) نحو 4 دولارات ونصف الدولار، والأنثى نحو 4 دولارات تقريباً، أمّا الأبقار فيراوح سعرها بين 1500 دولار و2000 دولار أيضاً”.

أسماء كثيرة قد تعرف سابقاً أو تسمع عنها لأول مرة، ومنها: “الكولاتة، الكوستليتة، بيت الكلاوي، اللوح، الموزة، الدوش، السن، أو هبرة البطن”، ولكن عند اختيار قطعة لحم للفرم ينصح الجزار بضرورة اختيار قطعة تحتوي على الدهون أو كما يقال عليها اللحمة “الملبسة” وهو مصطلح يطلق على قطع اللحوم الحمراء المختلطة بالدهون، حيث تعمل الدهون على تماسك اللحم من جهة، ولتطعيم الأكل بنكهة دسمة تليق بالعيد وجمعته من جهة ثانية، فما الفرق؟ وكيف اعتُمدت آلية التسعير؟

يوضح ربابة أن آلية التسعير “تتغيّر وفقاً لأسعار المحروقات، وسعر صرف الدولار المتقلّب، منوّهاً بالمجهود الجبّار الذي يبذله أصحاب الملاحم الصغيرة والشعبية للبقاء على الرغم من صعوبة الأوضاع”، لافتاً إلى أن “أسعار اللحوم تبدأ من 350 ألفاً لكيلو لحم البقر، و450 ألفاً للغنم، فيما يبلغ سعر الشهباية وحدها نحو 350 أو 400 ألف، أمّا الدجاج فالكيلو بـ200 ألف تقريباً، وطبعاً هذه الأسعار غير ثابتة بل عرضة للارتفاع أو الانخفاض يومياً”.

على عكس السنوات الماضية، قال أحد المواطنين الذي رفض الإفصاح عن اسمه في حديث لـ”النهار” إن “المشكلة الأساسية ليست في سوق الأضاحي، لأن المواشي متوفرة بكثرة، ولكن الأزمة تكمن في أسعارها الجنونية مقارنة بالوضع العام وبرواتب الموظفين”، وتساءل بسخرية: “هل هذا يعني أن راتبي يساوي اليوم 3 كيلو لحم بقر؟… جهنم أرحم من حكّامنا لأن الشيطان ما بيعمل هيك!”.

وفي صرخة مدوّية بوجه السلطة، وجّهت سيّدة ستينيّة تقريباً، رسالة عبر “النهار” حضّت فيها الحكّام للاستماع إلى أنين شعبهم على عتبة الأعياد المباركة، قائلةً: “بدل ما يضحّوا بخاروفين أو 3 ينزلوا عالشارع يشوفونا كيف عايشين وعم ننطر ساعات تنجيب ربطة خبز، حتّى إنو نسينا كيف طعمة اللحمة بعد ما انحرمنا منها لأكتر من سنتين… أيام الحرب ما شفنا هالويلات”.

من غرائب وعجائب هذا البلد، حبّ أبنائه للاحتفال والأعياد رغماً عن الصعاب والمشقات، فللفرح حصّة ومكانة في كل بيت، ولسان حال الشعب: “بكرا أحلى”، فهل ينجلي ليل جهنم وتشرق شمس الأعياد عمّا قريب؟

المصدر : النهار

Ads Here

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة