يتركز الاهتمام الدولي على ضرورة إنجاز الاستحقاقات في مواعيدها. وأبرزها انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فالدول تسلّم كلها بمبدأ انعدام فرص تشكيل حكومة جديدة، قبل فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية.
وتستغرب مصادر ديبلوماسية، وفق “المدن”، انخراط حزب الله في ممارسة المزيد من الضغوط على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وكأنما حزب الله يساند رئيس التيار العوني جبران باسيل في مواقفه ضد ميقاتي، بتحميله مسؤولية عدم تشكيل الحكومة وعرقلتها.
إصرار حزب الله على تشكيل الحكومة يعني أن لبنان مقبل على فراغ رئاسي. إلا إذا كان هدف مطالبته بتشكيل الحكومة، متعلقًا بحسابات تشير إلى تدهور الأوضاع في البلاد. وملف الحكومة، بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، يبدو مفتوحًا على صراع دستوري. فمقربون من عون يعتبرون أن تكليف ميقاتي، يسقط بمجرد انتهاء ولاية الرئيس.
أما النظرة الدولية فتبدو مختلفة عن نظرة الأفرقاء التفصيلية إلى الوقائع اللبنانية، وإلى الاستحقاقات اليومية. ففي الداخل ثمة رهان على تطورات خارجية تنعكس على إنجاز الاستحقاقات، على نحو تتحكم فيه التوازنات الإقليمية الجديدة بمسار انتخاب رئيس الجمهورية، وبهوية الرئيس وصفاته وموقفه السياسي.
لكن النظرة الخارجية تبدو مغايرة. تشير معلومات “المدن” إلى سعي لتحضير منصّة دولية للبحث عن توفر ظروف اختيار رئيس جديد للجمهورية مع رئيس للحكومة. هذه المنصة يُعمل على أن تشترك فيها دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة، فرنسا، إيران، والسعودية. وهناك محاولات لتوسيع مروحة هذه الدول المشاركة. وحسب المعلومات، قد يبدأ تطبيق هذا المسار العملي في بداية الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس الجديد.
وثمة مواقف دولية واضحة بخصوص اختيار شخصيتين جديدتين لرئاستي الجمهورية والحكومة. على أن تكونا متعاونتين ومتفاهمتين، بدلًا من الدخول في صراعات فئوية وحزبية، أو في نزاعات محاور سياسية. لكن من غير المعروف مدى قدرة هذه الدول على التأثير الجدّي في الاستحقاق الرئاسي.
المصدر : المدن