وافقت الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي في اجتماعها أمس على الطلب الذي تقدّم به رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لتمديد تزويد لبنان بالفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان لمدة سنة بالشروط نفسها التي كانت متبعة حتى الآن، في الوقت الذي تعتمد فيه معامل “مؤسسة كهرباء لبنان” بشكل أساسي على كمّيات المحروقات التي تُورَّد من العراق بناءً على اتفاق التبادل الذي وُقّع بين البلدين في شهر أيلول من العام الفائت.
بكميات تصل الى مليون طن من الفيول وألية التسديد ذاتها التي يلحظها العقد الحالي، مدد العراق إتفاق الفيول مع لبنان ليعود ويتصل رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مؤكدا إضافة مليون طن من الفيول كمساعدة للبنان ما ينعكس حتما ساعات تغذية إضافية.
ويأتي التجديد والمساعدة قبل أيام قليلة من استحقاق الدفعات الاولى على لبنان للجانب العراقي مقابل الفيول الذي بدأ تسلمه في أيلول الفائت بعد استفادة لبنان من فترة السماح ومدّتها عام واحد. وقد علمت “النهار” أن المساعي حالياً هي لإيجاد صيغة ما تسهّل تسديد الجانب اللبناني مستحقاته للجانب العراقي التي تتخطّى نصف مليار دولار فيما العقد الحالي يلحظ تسديد لبنان ثمن الفيول بالعملة الصعبة في حساب يعود للمصرف المركزي العراقي في مصرف لبنان. وبحسب ما ورد ضمن العقد، “يستخدم الجانب العراقي حصراً رصيد الحساب أعلاه كلياً أو جزئياً وفقاً للآلية التي سيتم الاتفاق عليها مع الجانب اللبناني، لغرض شراء السلع والخدمات لمصلحة الوزارات والمؤسسات العراقية، على أن يضمن مصرف لبنان تسلم الجهات اللبنانية التي تقدم الخدمات للجانب العراقي مستحقاتها باستخدام أوامر الدفع أو نقداً بالعملة المحلية عند الطلب، ومن الرصيد المتجمّع في حساب البنك المركزي العراقي المفتوح لغرض تنفيذ هذا الاتفاق لدى مصرف لبنان، وبحسب سعر منصّة “صيرفة” أو سعر السوق الموازية المعتمد لدى مصرف لبنان، على ألّا يقل سعر “صيرفة” عن 15% من سعر السوق الموازية لمعدل الشهر الأخير. ويتم إشعار مصرف لبنان بأوامر الدفع بناءً على اتفاقات تُعقد بهذا الشأن وتُعدّ جزءاً لا يتجزأ من هذا الاتفاق”. أيام قبل استحاق أولى الدفعات على لبنان ثمن الشحنة الاولى التي وصلت الى لبنان من العراق في أيلول الفائت فيما دوّن لبنان دفترياً مستحقات الجانب العراقي بالدولار المصرفي لدى مصرف لبنان لمصلحة البنك المركزي العراقي.
بحلول نهاية شهر آب الحالي تكون قد نفدت آخر كمّيات من الفيول العراقي التي وصلت الى لبنان والتي خُصّصت لشهر آب لزوم معامل كهرباء لبنان، ومع انتهاء مدة العقد الموقع مع الجانب العراقي تقوم السلطات العراقية بتجديد العقد مباشرة ما يعني الاستمرار بتزويد لبنان بكميات الفيول المتفق عليها. وتتجه الانظار الى وصول وفد عراقي رسمي الى بيروت يضم عدداً من الوزراء والمديرين العامّين والمسؤولين لعقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع نظرائهم اللبنانيين لبحث إطار تعاون شامل في العديد من المجالات ومنها كيفية استفادة العراق من الخدمات التي يمكن أن يقدمها لبنان للعراق مقابل الأموال التي سدّدها مصرف لبنان لمصلحة البنك المركزي العراقي في حساب لدى المركزي اللبناني والاموال التي ستستحق على لبنان في المرحلة المقبلة مع تمديد العقد الحالي.
خلال الزيارة المرتقبة للوفد العراقي من المتوقع أن تُعقد سلسلة اجتماعات مع وزراء الصحة والاشغال العامة والنقل والزراعة والصناعة والتربية للبحث والاتفاق على الخدمات التي يمكن للعراق الاستفادة منها مقابل ثمن الفيول العراقي ومنها خدمات تقدّم ضمن مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ومركز تدريب الطيران والمرافئ اللبنانية، إضافة الى المعابر الحدودية التي تربط لبنان بسوريا وصولاً الى العراق. وفي تفاصيل هذه الخدمات ما يتعلق برسوم المرافئ والخدمات المرفئية ورسوم المطار وهبوط الطائرات ومركز تدريب الطيران، إضافة الى المعابر الحدودية وأهمية إقامة مناطق اقتصادية عليها. كما سيبحث الجانب العراقي في إمكانية توقيع اتفاقات تتعلق باستفادة العراق على المستوى الزراعيّ والصحي والتّعليمي والتّربوي بالاضافة الى إيجاد حل بالنسبة الى وقف العراق الاعتراف بعدد من الشهادات الجامعية الصادرة عن جامعات لبنانية.
في الاشهر الماضية تراجعت كميات شحنات الفيول العراقي التي يرسلها العراق الى لبنان شهرياً من نحو 60 ألف طن للباخرة الواحدة وصولاً الى ما دون 27 ألف طن في نهاية تموز الفائت، وبحسب المعلومات يكون قد وصل حتى اليوم الى لبنان ما يقارب 800 ألف طن من الفيول العراقي، وهنا يسعى وزير الطاقة والمياه وليد فياض أيضا للإستفادة من الكميات التي لم تصل الى لبنان بعض ضمن العقد الحالي على ان تضاف الى المليون طن الذي وافق العراق تزويد لبنان بها مدة عام بدءا من شهر أيلول المقبل. على خط مواز، تستمر مساعي فياض بتقريب وجهات النظر مع الجانب الجزائري لحل أزمة مستحقات شركة سوناطراك مغ إمكانية التوصل الى إتفاق جديد مع الشركة الجزائرية بالاضافة الى شركة سونلغاز بأسعار تفضيلية ضمن عقد يلحظ فترة سماح أقله مدتها 3 أشهر وهي الفترة التي تحتاج اليها وزارة الطاقة لبدء تطبيق رفع التعرفة وإتمام عملية الجباية بهدف تأمين الاموال اللازمة لزم الشحنة الاولى من الفيول الجزائري بحال التوصل الى إتفاق، ويكون لبنان في هذه المرحلة قد بدء بالفعل تطبيق التعرفة الجديدة للكهرباء مع إستمرار الاستفادة من الفيول العراقي، ما يساهم في تحسين التغذية تدريجيا. وهنا، لا بد من الاشارة الى ان من شروط البنك الدولي لتحرير اموال الغاز المصري والكهرباء الاردنية رفع التعرفة وبالتالي تكون الوزارة التزمت هذا الشرط لترتفع ساعات التغذية مع الغاز المصري والفيول العراقي والكهرباء الاردنية والفيول الجزائري بحال الاتفاق الى أكثر من 12 ساعات يوميا. كما تعود مصادر وزارة الطاقة لترحب بالعرض الإيرانيّ لتأمين الفيول المجّانيّ للبنان والذي يمكن الاستفادة منه خلال المرحلة الانتقالية في الاشهر المقبلة فيما قامت مديريّة النّفط بإرسال مواصفات الفيول والكمّيّات المطلوبة الى السّفارة الإيرانيّة، مع الاعتبار بأن هذا الفيول سيكون على شكل هبة وبالتالي لا تشمله العقوبات الاميركية على إيران. في هذا السياق، تبقى الكلمة الفصل لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لنايحة طلب الحانب الايراني تشكيل فريق للبحث في هذه الهبة.
المصدر : النهار
