يعتبر نائب رئيس نقابة الصاغة في لبنان فاسكين حديديان ان مليار دولار من الاموال المخزنة في المنازل اشترى اصحابها الذهب بعد تراجع اسعاره عالميا وتخوفا من اي حريق قد تتعرض له هذه الاموال الورقية .
وكانت محلات الصاغة والذهب قد شهدت اقبالا من المواطنين الذين سارعوا الى شراء الذهب في المقابل عمد البعض منهم الى بيع ذهبهم ومجوهراتهم ومنها محابسهم لحاجتهم الى الاموال بسبب الانهيار المالي وتراجع القوة الشرائية في سعر صرف الليرة التي خسرت ٩٥في المئة من قيمتها.
هذه التجارة في العملة الذهبية موجودة منذ القدم حتى ان البعض يتباهى بمقتنياته الذهبية ويعتبرها ثروة لوقت الحاجة والضائقة ولكن ما سلط الضوء عليها هو ارتفاع سعر الاونصة الى ٢٠٤٤دولار منذ حوالي الشهرين لكنه عاد وتراجع الى حدود ال ١٨٠٠دولار بأعتباره ملاذا امنا وموضع ثقة لا يمكن التفريط به وهو قد يكون”المنقذ “في اوقات الشدائد.
ويشرح حديدان اسباب التهافت على شراء الذهب في لبنان فيعزو السبب الى الوضع الاقتصادي المتأزم ووضع المصارف التي احتجزت اموال المودعين وهذا ما ادى الى احجام البعض من ايداع اموالهم فيها وفضلوا تخزينها في المنازل ولكن تخوفا من سرقة اموالهم او احتراقها لجاء البعض من هؤلاء الى شراء الذهب حيث تم شراء خلال الفترة السابقة ما قيمته مليار دولار من اصل ٨الى ١٠مليارات دولار في المنازل بعد ان احتجزت المصارف ودائعهم.
ويضيف حديدان :عالميا تهافت الناس والبنوك المركزية على شراء الذهب لان كل مالية الدول ركيزتها الذهب ومنها الصين وروسيا ،وقد ارتفع سعر الذهب من ٣١دولار في العام ١٩٧٠ادى ١٧٩٠دولار حاليا والليرة الانكليزية ٤١٠دولارات .
وبعترف حديدان ان تصدير الذهب الى الخارج تراجع بسبب المنافسة ودخول بعض الدول في المضاربة ومنها تركيا لكن صناعة لبنان تبقى الافضل نظرا لاتقان العمل في هذا المجال.
حظي الذهب على مر التاريخ باهتمام البشر وكان هو عملة التبادل التجاري الشائعة بين الدول والأفراد على مدار عشرات القرون. لكن هذا النظام استبدل بعد ذلك بما بات يعرف بالمعيار الذهبي أو قاعدة الذهب، وهو نظام نقدي يتم فيه ربط قيمة العملات الورقية بالذهب مباشرةً. وفقا لهذا المعيار، فإن البلدان توافق على تحويل أموالها الورقية إلى كمية من
المعدن النفيس.
لكن في العام ١٩٧١
سقط كلياً هذا النظام وتم استبدال هذا النظام بنظام العملات الرسمية الخاصة بكل حكومة على حدة، والذي يضمن قبول النقود الورقية كوسيلة للدفع.
واليوم يحمل الذهب عنوانا اكثر من صيته ويمكن استخدامه ضمن اطار تنويع مخاطر الثروة لكن اللبناني مازال مؤمنا بهذا المعدن بأنه الخلاص لازمتنا من هنا مطالبة البعض ببيع الذهب الموجود في مصرف لبنان او تأجيره خصوصا ان الكثيرين من اللبنانيين ما زالوا يقدمون على شراء الذهب تحوطا وتحسبا وتخوفا وتزينا ولوقت الحشرة.
وكما ان الدولارات مخزنة في المنازل كذلك الامر بالنسبة للذهب حيث تؤكد المعلومات ان المنازل تحتوي على كميات كبيرة من الذهب والمجوهرات.