كثر الحديث عن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وسط معلومات عن أن الكثير مما يقال إعلامياً في غير محلّه، خصوصاً ما يتعلّق منه بسلبيات.
فالمطّلعون على أجواء المفاوضات من الجانب اللبناني قلّة على المستوى الرسمي. وكالكثير من الملفات السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية، يسعى البعض للظهور بمظهر العليم بما يحكى داخل الغرف المغلقة أو عبر الهاتف بين الجانب اللبناني والوسيط الأميركي، بينما الوقائع مختلفة.
ووفق المعلومات، فالمسألة الثابتة هي على الشكل الآتي: سمع هوكستين في زيارته الأخيرة لبيروت الموقف اللبناني الجامع في مقاربة ملف ترسيم الحدود، ولم يبق شيء للنقاش. وقد حمل صورة واضحة الى تل أبيب، حيث أصبحت الكرة، بالنسبة الى الجانب اللبناني، بينه وبين الاسرائيليين.
وبعدما سرت معطيات عن سلبية اسرائيلية في مقاربة الموقف اللبناني، حصل تواصل بين لبنان وهوكستين، فكان جواب الوسيط الأميركي “إذا لم تتبلّغوا منّي شيئاً رسمياً، فكل ما يقال لا يتخطى الكلام الإعلامي”.
بناء على ذلك، ينتظر الجانب اللبناني الجواب الاسرائيلي عبر هوكستين في مهلة زمنية لا تتعدى الأسبوعين المقبلين. ويرتقب أن يحمل الديبلوماسي الأميركي طرحاً يراه قريباً من الطرح اللبناني.
وسط هذا الترقّب، لا يغيب عن بال الجانب اللبناني أن الساحة الداخلية الاسرائيلية تشهد خلافات سياسية. فهل يؤدي ذلك الى توقّف المفاوضات والعودة الى الوراء؟
الإجابة لدى الجانب اللبناني هي لا. اذ أنّ الاسرائيلي بحاجة لإنتاج الغاز لبيعه لأوروبا، وهو ما يتطلّب اتفاقاً واستقراراً في المنطقة. هذه الحاجة الاسرائيلية تمنح لبنان فرصة لانجاز الاتفاق من موقع القوة. لذلك، يجب عدم إضاعة هذه الفرصة.