عن إضراب الموظفين وفوضى القطاع العام!

يشلّ اضراب الموظفين في القطاع العام كل الادارات، ويترك تداعيات كارثية على دورة الحياة في البلاد والانتظام العام وعلى شؤون المواطنين، ليس فقط في تخليص المعاملات انما بتكريس الفوضى وتفكيك المؤسسات التي تشكل إحدى معالم الدولة وعلاقتها بالناس. الثابت في أسباب الإضراب ومقاطعة العمل، أن الموظفين في كل القطاعات يريدون تحسين رواتبهم للتمكن من الوصول إلى مكاتبهم، اي زيادة الاجور وبدلات النقل بما يتناسب مع كلفة الانهيار. ولا يبدو بالنسبة إليهم أن الحلول الوسط، إن كان في المساعدة الاجتماعية أو الرواتب الإضافية والمنح المخصصة لأيام العمل وفق الفئات فضلاً عن بدلات النقل، كافية لاستئناف العمل، بما يعني أن الإضرابات تعمّق أزمة المؤسسات العامة لا بل تفككها، وكأن هناك من اتخذ قراراً بالذهاب بعيداً إلى شل البلد من دون التفكير بعواقب ما قد يؤدي إليه هذا المسار ويمكن أن يدفع الجميع ثمنه غالياً ما لم يتم صوغ تسويات تسمح بإعادة الانتظام للعمل المؤسساتي بالحد الادنى من التقدمات وتلبية المطالب تجنباً للانهيار.

المفارقة اللافتة والمؤسفة أن الاضرابات وان كانت مطالب الموظفين محقة، إلا أنها لا تندرج ضمن سياق تحرك نقابي يؤسس لاصلاح القطاع العام والادارة عموماً ومكافحة الفساد وهيكلة المؤسسات، ولا يندرج أيضاً ضمن العصيان المدني الذي يحمّل السلطة مسؤولية الانهيار وما آلت إليه أوضاع البلد ومؤسسات الدولة، إنما يحمّل المواطنين ما لا طاقة لهم على مواجهته في ظل الغلاء وتهاوي العملة الوطنية وتراجع القدرة المعيشية اللبنانيين، فإذا بموظفي القطاع العام وبعضهم تنعّم بخيرات الرواتب المرتفعة خلال السنوات الماضية لم يعد أمامهم سوى تعطيل المؤسسات والادارة العامة وإقفالها بوجه المواطنين لنيل مستحقاتهم والضغط لنيل مطالبهم، وكأنهم لا يدركون أن السلطة والطبقة السياسية التي حكمت البلد ضخّمت القطاع العام وجعلته في معظمه مكاناً للتنفيعات انطلاقاً من المحاصصة في التوظيف والتعاقد، وها هم اليوم يدفعون ثمن هذه السياسات التي أطاحت بكل شيء.

قرار الاضراب والتعطيل الذي تتخذه عادة الحركة النقابية، وهي اليوم غائبة ومهشمة، للضغط، لا يكون تحت شعار”علي وعلى أعدائي” والاعداء باتوا اليوم أكثرية اللبنانيين الذين لا يستطيعون الحصول على ورقة ومعاملة، حتى رواتب المضربين لم تصرف في وزارة المال، فترتد الازمة عليهم، وهي سياسة لا تحرج السلطة بل تضع الموظفين في مواجهة المواطنين والرأي العام، فيستحيل الإضراب كارثة على الجميع وينهي مؤسسات الدولة بدل إصلاحها وتطويرها.

نتائج الإضراب لم تكن لمصلحة الموظفين حتى الآن على الرغم من مرور شهر على إقفال المؤسسات. البلد في حالة انهيار ولن تتمكن حكومة تصريف الاعمال من تلبية المطالب كلها، وهو ما يستدعي من الموظفين ومن رابطاتهم، أو يفرض إعادة النظر بكل الحركة المطلبية، والبحث عن سبل للضغط فعلاً على السلطة والطبقة السياسية وقواها التي تسببت بالأزمات، وإعادة مد الجسور مع اللبنانيين المتضررين ومن السياسات التي تسببّت بالانهيار، ولا باس من برمجة أيام الإقفال لتسيير شؤون الناس مع استمرار الضغط لتحقيق المطالب. أكثر ما يُحزن في إضراب القطاعات أيضاً العذابات التي يتكبدها التلامذة والطلاب للحصول على شهاداتهم وتصديقها رغم أن إضراب موظفي التربية إتخذ في الفترة الاخيرة، لكن المشهد مؤلم للناس ولمستقبل أولادهم!

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية

تحديث سعر صرف الدولار اليوم ↑↓

سعر صرف الدولار الآن أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *