رداً على سؤال حول الخطوات التي يجب أن يتّخذها المواطن اللبناني بنفسه من أجل مواجهة انهيار الليرة والإرتفاع الجنوني للدولار، يرى الخبير الإقتصادي د. باتريك مارديني، أن النصيحة الوحيدة هي أن يبحث عن عمل يؤمّن له الدولار “الفريش”، لأنه ما من حلول أخرى. وأشار إلى وجود مؤسّسات لبنانية باتت تؤمّن مدخولاً بالعملات الأجنبية من خارج لبنان، وهي شركات متخصّصة بالدراسات وتعمل عن بعد مع زبائن خارج لبنان، وهذه الشركات متعدّدة النشاطات من هندسية وزراعية وصناعية، وبالتالي، على المواطن اللبناني أن يركّز على هذه المؤسّسات التي تعمل مع الخارج، ولا تتّكل على الأسواق المحلية، لأن الوضع صعب والمرحلة المقبلة أصعب.
ولم يُخفِ مارديني، أن هذه المؤسّسات الخاصة، تعاني أيضاً من نقص الخدمات كالكهرباء والإتصالات، مع العلم أنه، وخلال العامين الماضيين عندما كان الموظفون في كل أنحاء العالم يعملون من المنازل جراء وباء كورونا، حاول عدد كبير من اللبنانيين في الخارج، العودة إلى لبنان والعمل عن بعد، الأمر الذي كان سيؤمّن الدولار النقدي للبنان، لكنهم عدلوا عن فكرتهم هذه بسبب النقص الفاضح في الخدمات، وخصوصاً الكهرباء والإنترنت، وهو ما يحتاجه قطاع التكنولوجيا. ومن هنا، يأتي التأكيد على وجوب تفكيك وإلغاء الإحتكارات، وعلى كل مواطن تقع مسؤولية المطالبة بهذا الأمر، كونه يشكّل الخطوة الأولى للخروج من واقع الإنهيار والإنطلاق نحو المعالجات من خلال المبادرة الخاصة، والقطاع الخاص في الدرجة الأولى.