لخّص الخبير المالي والاقتصادي أنطوان فرح الأسباب الكامنة وراء ارتفاع الدولار الأميركي والضجة القائمة حول ما يسمى الدولار الجمركي، كاشفًا عن أن الدولار الجمركي الذي كان يفترض ان يكون مصدر إيرادات إضافية للخزينة بهدف تصحيح رواتب القطاع العام تحول الى أزمة مالية، ومنها الى ازمة سياسية. فنحن نرى اليوم الفرقاء السياسيين يتقاذفون كرة النار ولا يوجد أي فريق يريد ان يأخذ بصدره هذا الامر وأن يقول إنه جاهز لتحمل المسؤولية، لأنه ينبغي أن نؤمن إيرادات.
وأشار فرح في حديث لـ “الأنباء” الالكترونية، إلى ان “اجواء رئيس الحكومة أثناء لقائه مع الهيئات الاقتصادية توحي بأنه قرر أن يعيد كرة النار الى المجلس النيابي ليتدبروا أمرهم، وهذه ستكون مشكلة كبيرة اذا لم نتوصل الى صيغة مقبولة تحمي الناس نسبيًا وتؤمن ايرادات لتحسين رواتب القطاع العام لإعادته الى العمل، وسنكون أمام كارثة حقيقية لأننا نصبح أمام خيارين، إما سنترك القطاع العام مشلولا وهذه كارثة بكل المقاييس، وإما سنوعز الى مصرف لبنان بطباعة المزيد من الليرات لتوزيعها على موظفي القطاع العام ونكون قد دخلنا ايضا في الحلقة المفرغة. وفي الحالتين نحن أمام مشكلة كبيرة لأن السلطتين الاجرائية التنفيذية والتشريعية لا تريدان أن تتحمل المسؤولية”.
وعن ارتفاع سعر صرف الدولار، يرى فرح أنه من الواضح ان مصرف لبنان الذي كان يتدخل بقوة في السوق الحرة عبر منصة صيرفة قد خفض من حجم تدخله. ويبدو أن تدفق الدولارات الذي كان بمنسوب مرتفع نسبياً خلال شهر تموز خفّ ربطا ببدء تراجع أعداد السياح القادمين الى لبنان، وبالتالي موضوع الدولار وارتفاعه وانخفاضه مجددًا أو ثباته يرتبط بقرار يتخذه مصرف لبنان بالتدخل في الوقت الذي يراه مناسباً، متوقعاً تدخل المصرف في الساعات المقبلة لأنه في المقابل بدأ برفع الدعم تدريجيا عن البنزين وبالتالي سنشهد ارتفاعا في أسعار المحروقات وضغطا إضافيا قد يضطر معه مصرف لبنان الى التدخل لتخفيف هذا الضغط.
المصدر : الانباء الالكترونية