يُخطىء من يظنّ ان الانتخابات الرئاسية تعني المجلس النيابي على طريقة التصويت للمرشح العتيد “وقوموا لنهنّي يا شباب”، وانما منذ الاستقلال الى اليوم لم يُنتخب أي رئيس للجمهورية إلا بتوافق دولي وعربي ومن خلال تسوية إلا في بعض المحطات النادرة، فكيف الحال اليوم في خضم هذا الصراع السياسي وحالة الانقسام وعودة لبنان صندوق بريد وساحة تصفية حسابات بين هذا المحور وذاك، حيث “حزب الله” هو الآمر الناهي وصاحب القرار على كل الصعد؟
من هذا المنطلق، ووفق المعلومات التي سبق لـ”النهار” ان أشارت اليها عن وصول موفد روسي قريباً الى لبنان، عُلم من مصادر مواكبة لهذا الدور، أن نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا ميخائيل بوغدانوف، سيصل الى بيروت منتصف أيلول المقبل، وخلال الأيام القليلة المقبلة ستنطلق التحضيرات لزيارته بعد عودة السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف الى مركز عمله من اجازته الصيفية. ولهذه الغاية فإن الأجواء المتوافرة تشير الى أن بوغدانوف سيلتقي، اضافة الى الرؤساء الثلاثة، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقيادة “حزب الله” وزعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وربما رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، على أن تتبلور أجندة هذه اللقاءات قريباً جداً.
من هذا المنطلق، ووفق المعلومات التي سبق لـ”النهار” ان أشارت اليها عن وصول موفد روسي قريباً الى لبنان، عُلم من مصادر مواكبة لهذا الدور، أن نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا ميخائيل بوغدانوف، سيصل الى بيروت منتصف أيلول المقبل، وخلال الأيام القليلة المقبلة ستنطلق التحضيرات لزيارته بعد عودة السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف الى مركز عمله من اجازته الصيفية. ولهذه الغاية فإن الأجواء المتوافرة تشير الى أن بوغدانوف سيلتقي، اضافة الى الرؤساء الثلاثة، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقيادة “حزب الله” وزعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وربما رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، على أن تتبلور أجندة هذه اللقاءات قريباً جداً.
ماذا عن أهداف زيارة بوغدانوف الذي لديه خبرة وافية بالملف اللبناني واطلاع واسع على تفاصيله، الى صداقات قديمة مع بعض القيادات السياسية والحزبية؟ تقول أوساط سياسية مقربة من موسكو إن ثمة قرارا اتخذته #روسيا يقضي بالتحرك باتجاه أكثر من دولة بعد قمة طهران الثلاثية التي شارك فيها الرئيس فلاديمير بوتين الى جانب الرئيس الإيراني إبرهيم رئيسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، وصولاً الى موفدين باتجاه الصين ومصر والأردن ودول عدة في أفريقيا، بمعنى أن روسيا قادرة على التحرك ودورها لن يتوقف بفعل العقوبات الأميركية والأوروبية، ومن هذا المنطلق فلن تترك الساحة للفرنسيين في لبنان كما في افريقيا حيث تقوم موسكو بدور استثنائي سياسي واقتصادي. وربطاً بهذه المعطيات فإن هذه الزيارة تصبّ في هذا المنحى لما لديها من علاقات وصداقات مع المسؤولين اللبنانيين، واستكمالاً لحضورها المؤثر في المنطقة وتحديداً في سوريا حيث الجغرافيا المتلاصقة مع لبنان الذي يعنيها كثيراً، وتحديداً في هذه المرحلة، اذ ثمة قلق روسي من مآل الوضع الخطير في هذا البلد، ولذا فإنها ستحاول من خلال زيارة بوغدانوف توفير سبل الدعم والمساعدة لخروج لبنان من أزماته، وهي التي تمكنت من تقريب وجهات النظر الى حد كبير بين تركيا وسوريا والأمور بينهما تتجه نحو مزيد من الانفتاح والتقدم، ناهيك عن المساعدة الروسية في تلاقي النظام السوري والمعارضة، وبناء عليه يمكنها المساعدة في إيجاد حلول للمعضلة اللبنانية كونها على مسافة واحدة من كل الأطراف ولديها صداقات عميقة مع شخصيات لها تاريخها ووزنها، بمعنى أن زيارة الموفد الروسي هي في غاية الأهمية توقيتاً ومضموناً.
وعن توقيتها مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، وهل لموسكو دور في هذا الإطار؟ تتابع المصادر عينها أن روسيا تدعو بداية الى حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري المحدد، ولم يسبق لها ان تدخلت في الشأن اللبناني، ولكن بما تملكه من علاقات مع معظم القيادات اللبنانية في المنطقة وعلى المستوى السوري والعربي والخليجي، وعلاقاتها الطيبة مع المملكة العربية السعودية، فهي ستدعو الى انتخاب رئيس توافقي. وهنا تردف المصادر غامزة من قناة صداقتها مع رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وتعتبره توافقياً اذ لديه علاقات مع أكثرية القيادات السياسية والحزبية في لبنان وصداقة تاريخية مع سوريا، فضلاً عن الخليج، ويلتقي معظم السفراء العرب والغربيين، من دون أن تخوض أكثر في التفاصيل، مما يستنتج، وفق الأوساط ذاتها، أن بوغدانوف سيعرض للاستحقاق الرئاسي وسيغوص في أعماقه.
وفي الوقت الذي لم يحسم ما إذا كان بوغدانوف سيلتقي وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، حيث يُنقل أن موسكو ما زالت غاضبة من موقفه من الحرب الروسية – الأوكرانية، ثمة تساؤلات عن موقف روسيا من عودة الرئيس سعد الحريري نظراً الى الصداقة التي تربط بينهما. وفي هذا السياق، تؤكد الأوساط استمرار التواصل بين الطرفين، وان الروس يدعون الحريري للعودة الى لبنان كونه يشكل توازناً أساسياً في هذا البلد، وقد أثبتت كل التطورات والانتخابات النيابية الأخيرة هذا المعطى، لكن موسكو الحريصة على عودة زعيم “المستقبل” الى لبنان لم تضطلع بأي دور في هذا المجال.
المصدر : النهار